ما زالت الدنيا بخير !
التاريخ
2008-05-17التاريخ الهجرى
14290512المؤلف
الخلاصة
mdukair@yahoo.comيوفق الله تعالى بعض الميسورين من أبناء الوطن إلى الجمع بين أعمالهم التجارية وأعمال خيرة نافعة للناس وللمجتمع. فتراهم يبذلون شطرا من أموالهم أو يخصصون جزءا من جهودهم لعمل عام لم يُوجب عليهم. فيدفعون عن الناس ضيقا، أو ينصرون مظلوما، أو يوفرون لهم حاجة. والحق أن أمثال هؤلاء، يتنعمون بعقولهم فوق تنعمهم بمالهم أو جاههم أو سائر النعم التي يتقاسمونها مع بقية الخلق، لأنهم يبذلون أنفسهم فيما هو أعلى منها. لقد آثروا على أنفسهم تقديم الفضائل والالتزام بها، لأن رجاحة تفكيرهم هدتهم إلى أن عاقبة هذا الاختيار محمودة في العاجل والآجل. يقول ابن حزم في كتابه مداواة النفوس: إن كل غاية يظفر بها الإنسان عاقبتها حزن، لذهابها عنه وإما ذهابه هو عنها، إلا العمل لوجه الله عز وجل؛ فعاقبته محمودة في العاجل والآجل. أما العاجل فيظهر في قلة الهم بما يهتم به الناس، فيعظم هذا الطراز دوما في عين الصديق والعدو، وأما الآجل فهو ثواب الله وهو خير وأبقى. من هؤلاء المهندس محمد عبد اللطيف جميل، هذا الرجل الذي سعدنا جميعا سعادة بالغة بتفضل ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ بتكريمه في مهرجان الجنادرية بوسام يستحقه نظير خدماته وإنجازاته لوطنه. كنت قد كتب في هذا المقام منذ نحو عام مضى عن أعمالة الوطنية الجليلة التي ألزم نفسه بها. سواء ما تعلق منها بخدمة مجتمعه في الداخل، أو خدمة بلاده في الخارج. أما خدماته لمجتمعه وأهله في الداخل في مجال التدريب والتوظيف وتمويل المشاريع الصغيرة تحت مسمى باب رزق جميل فقد أصبح يعرفها القاصي والداني. لكن عمله الثاني قد لا يعرفه كثير من الناس، وهو عمل أحسبه لا يقل أهمية ووطنية عن الأول. فقد سارع الرجل بعد التدهور الذي أصاب العلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي على إثر أحداث أيلول (سبتمبر) عام 2001م، وبدافع من روحه الوطنية وشخصيته المسؤولة، سارع بإنشاء مؤسسة التعايش السلمي لتحسين التفاهم بين الجانبين. ورتب بمنهجه العملي لعلاقة تعاون بين هذه المؤسسة ومؤسسة جالوب Gallup العالمية الشهيرة باستقصاء الآراء، حيث تقوم الأخيرة بإجراء استبيان لتقصي آراء عامة المسلمين والغربيين حول مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والدينية التي يسودها قدر كبير من سوء الفهم والانطباعات المسبقة الخاطئة. على أن تتولى هذه المؤسسة نشر نتائج هذه الدراسة وتحديثها سنويا لمدة عشر سنوات على موقع خاص ضمن الشبكة الدولية للمعلومات. وكنت قد بسطت أهم نتائج هذه الدراسة في مقالين متتالين بعنوان: مفاهيم مغلوطة قبل نحو عام من اليوم (وسيجد المهتم بهذه الدراسة كامل تفاصيلها على موقعها التالي http://www.muslimwestfacts.com )كما تضمنت اتفاقية مؤسسة التعايش السلمي مع مؤسسة جالوب تولي الأخيرة إيصال نتائج هذه الدراسة لأهم ألف شخصية عالمية من صناع القرار وأصحاب الرأي من السياسيين والمفكرين والإعلاميين. والهدف النهائي من كل ذلك هو تحسين سبل التفاهم بين مختلف الشعوب والثقافات من أجل ترسيخ أسس السلام العالمي. وسيجد من يرجع للموقع المذكور آنفا، أن نتائج الدراسة جاءت مثيرة ومخالفة بشكل كبير للاعتقادات المغلوطة السائدة في الغرب عن المسلمين. فأغلب من شملهم الاستطلاع من المسلمين من إندونيسيا حتى المغرب، يؤيدون حرية التعبير والدين والتجمع إضافة إلى حقوق المرأة. كما بينت هذه الدراسة أن تأييد المسلمين الواسع للشريعة، لا يتعارض مع حماسهم وتأييدهم أيضا لقيم الديمقراطية والمساواة. وخلص خبراء معهد جالوب أن على الغرب أن يفهم المسلمين بشكل أفضل وأن عليه أن يذّكـّر نفسه أن العالم الإسلامي تمتع بعصر التنوير والتقدم، حيث ازدهرت عندهم العلوم والمعارف والتقنية والفنون، في ظل الشريعة وليس خارجها.لم يتوقف النشاط على النشر عبر شبكة المعلومات الدولية، بل تعداه اليوم للنشر المطبوع. فقد صدرت هذه الدراسة أخيرا في كتاب أنيق باللغة الإنجليزية بعنوان: من يتحدث باسم الإسلام؟ Who Speaks for Islam? تلطف سعادة المهندس محمد جميل بإهدائي نسخة منه.ما أجمل أن يشعر الناس أن هناك من يهتم بأحوالهم ويتحسس همومهم دون أن تكون له غاية عندهم. وصدق نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ القائل: ليس للإنسان من ماله إلا ما أنفق، وقوله أيضا عليه الصلاة والسلام: نعم المال الصالح للعبد الصالح. لله در رجال من هذا الطراز، ما زالت الدنيا بخير!
الرابط
ما زالت الدنيا بخير !المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
722822النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5332الموضوعات
الجنادريةالحرس الوطني
الخدمة الاجتماعية
السعودية - التنمية الاجتماعية
المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الرياض)
المؤلف
مقبل صالح أحمد الذكيرتاريخ النشر
20080517الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
الغرب
الرياض - السعودية