مكرمة تاريخية وعيدية مختلفة

Abstract

مكرمة تاريخية وعيدية مختلفة سعود بن عبدالرحمن المقحم أبى خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله تعالى - أن يمر العيد دون أن يفرح ويعايد شعبه معايدة من نوع خاص وبطعم جديد، وذلك حين أمر باعفاء المتوفين رجالاً ونساءً من أقساط الصندوق العقاري وبنك التسليف السعودي، ويشمل الاعفاء أيضاً الحالات المستقبلية من الملتزمين بالسداد قبل وفاتهم ، وتعويض الصناديق عن المبالغ المعفاة. بحق عيدية أتت في مناسبة عظيمة ولها وقع جميل على النفس وطعم لذيذ مختلف كلية غير مألوف عم وشمل فيه الخير الأحياء والأموات في نفس الوقت، فالاحياء فرحوا فرحاً شديداً لابراء ذمة متوفيهم، وبالتالي لن يكونوا بعد اليوم مطالبين شرعاً بما هوبذمة ذلك المتوفى، فانزاحت هواجس وهموم كانت جاثمة على الصدور. والمتوفون - رحمهم الله تعالى رحمة واسعة برأت ذمتهم لا سيما إذا تذكرنا قول معلم البشرية عليه الصلاة والسلام: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه وعن عبدالله بن عمرو وقال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين رواه مسلم، وعن محمد بن جحش قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - فرفع رأسه إلى السماء ثم وضع راحته على جبهته، ثم قال: سبحان الله ماذا نزل من التشديد فلما كان من الغد سألته: ما هذا التشديد الذي نزل؟ فقال: والذي نفسي بيده لو أن رجلاً قتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل ثم أحيي ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه، رواه النسائي باسناد حسن. أيضاً هذه العيدية العذبة الجميلة غير المألوفة لم تتوقف عند هذا الحد بل شملت الحالات المستقبلية من الملتزمين بالسداد قبل وفاتهم، فتكون بهذه الحالة دافعاً للاحياء للالتزام بالسداد وذلك ليكونوا من المشمولين نظاماً بالاعفاء بعد الوفاة، ولتكتمل الفرحة صدرت الأوامر بتعويض الصندوق والبنك عن كافة مبالغ القروض المعفاة والتي تبلغ أكثر من خمسة آلاف مليون ريال، وبهذا يضمن المستفيدون من الصندوق مستقبلاً استمرار الحركة والعمل بشكل يفوق ما كان عليه نتيجة هذا التعويض المباشر. إذن، أصبحت هذه العيدية بحق أربعة في واحد، أربع عيديات في بيان واحد، فلله تعالى الحمد من قبل ومن بعد، وافرحك الله تعالى يا خادم الحرمين الشريفين كما أفرحتنا. في الموقع الالكتروني لجريدة الرياض وتحت ذلك الخبر سطر احد المعلقين هذه الأبيات لعبدالمحسن العتيبي تعبيراً عن فرحته بهذه العيدية قال فيها: الله يديمه للوطن دام عزه يمنا كريمه منبع الجود دفاق قدره كبير وزاد حب ومعزه له بيرق في هامة القلب خفاق قبل الختام، من الأعماق ومن الأموات قبل الأحياء اسأل الله العظيم رب العرش العظيم في هذه الايام المباركة ان يجعل ما فعلت يا ملكنا المحبوب في موازين حسناتك، وان يحفظك ذخراً للوطن والمواطنين، وان يأخذ الله تعالى من أعمارنا ويعطيك. ختاماً، لسان حال ومشاعر كل مواطن ومواطنة اليوم يقول بكل عفوية ومحبة وأريحية: يا حلوها من عيدية يا وجه الخير وملك الإنسانية، وما يصح إلا الصحيح..