بعنوان التعريف بالإسلام في البلدان غير الإسلامية .. الواقع والمأمول خالد الفيصل يفتتح أعمال مؤتمر مكة المكرمة التاسع

Abstract

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، افتتح أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل مساء أمس أعمال مؤتمر مكة المكرمة التاسع بعنوان التعريف بالإسلام في البلدان غير الإسلامية.. الواقع والمأمول والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بقاعة المؤتمرات الكبرى بمقر الرابطة بحي أم الجود.وفور وصول سموه كان في استقباله مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وأمين عام الرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، عقب ذلك ألقى الأمير خالد الفيصل كلمة جاء فيها يسعدني أن أرحب بجمعكم المبارك في القرية المباركة التي شرفها المولى قبل نحو خمسين قرناً بأول بيت وضع للناس لعبادته وجعلها كلها حرماً آمناً ومهوى أفئدة المسلمين وفيها بعث آخر الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه بآخر الرسالات الإلهية إلى الناس كافة دين الإسلام الذي يدعو إلى كل فضيلة وينهى عن كل رذيلة ويعلي قيم الحق والعدل والمساواة بين بني الإنسان ويحررهم من ربقة العبودية إلا لله وحده الذي خلقهم للعبادة ولإعمار الأرض على منهج الله وشريعته. وقد حمل رسولنا الكريم الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك من المفرطين والمفرطين الذين يحاولون الانحراف بالإسلام عن منهج الوسط العدل، وأناط الإسلام أمانة الحفاظ على هذا المنهج بالراسخين في العلم من العلماء الإجلاء. وتبقى المملكة العربية السعودية منذ وحدها الملك عبد العزيز على شريعة الإسلام تضع على رأس اهتمامها - التطوير الدائب للحرمين الشريفين والمشاعر وتيسير الرحلة المقدسة لملايين الحجاج والمعتمرين، كما تتبنى مسؤوليتها في خدمة الدعوة الإسلامية والتآزر مع الأشقاء في دول العالم الإسلامي وتعمل على توحيد الصف واجتماع فقهاء الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها لمناقشة قضاياها وطرح الحلول لعلاجها وإزالة مساحات الخلاف بالحوار المباشر، ما حدا بالملك المؤسس أن يدعو لمؤتمر يعقد سنوياً في موسم الحج لهذا الغرض، فكانت الدورة الأولى لمؤتمركم هذا قبل أكثر من ثمانين عاماً ومن ثماره جاءت رابطة العالم الإسلامي تواصل هذا الوجه بتنظيم المؤتمر كما جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لعقد الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين.وأشار الأمير خالد في كلمته الافتتاحية إلى التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية لتداعي أعدائها عليها من الداخل والخارج بهدف تشويه سماحة الإسلام وعدله وغاياته السامية، داعياً الأمة إلى مواجهة الانغلاق والجهل وضيق الأفق والخروج إلى العالم بخطاب موحد يشرح حقائق الإسلام.عقب ذلك ألقيت كلمة المشاركين ألقاها وكيل الأزهر سابقاً الدكتور عمر الديب محمد محمود، ألقى بعد ذلك الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي كلمة قال فيها إن الإسلام لا يستمر قائماً محفوظاً بين أبنائه إلا بجهود دائبة من التعليم والدعوة والذب لما يمكن أن يعلق بنقاوته ونصاعته من شوائب البدع والخرافات والأباطيل ومحاولات التغيير لبعض أحكامه. فكذلك لا يمكن أن ينتشر بين غير المسلمين إلا بجهود من التعريف بأصوله في العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق وتفنيد الشبهات والأكاذيب التي يروجها أعداؤه حرصاً منهم على صد الناس عنه، وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلت العامة والبسطاء من الغربيين ينظرون إلى المسلمين نظرة فيها كثير من الإجحاف والازدراء وجعلتهم يتخوفون من الإسلام، ومن حقهم أن يتخوفوا من ذلك الإسلام المزور المحرف الذي لا يعرفه المسلمون ولا يرضون عنه. كما نلاحظ أن هذه الصورة السلبية أخذت تتناقص وتتراجع بسبب انتشار الدراسات الأكاديمية المتجردة ودخولها في المناهج التعليمية المدرسية والجامعية. هذا من جهة ومن جهة أخرى بسبب إقبال الناس المتزايد على التعرف على الإسلام من مصادر إسلامية مترجمة وفي مقدمتها القرآن الكريم الذي ترجمت معانيه إلى العديد من لغات العالم بأيد أمينة من أبناء المسلمين. وتبقى المسؤولية دائماً على عاتق المسلمين في التعريف الصحيح بالإسلام في البلدان غير المسلمة ولكنها مهمة لا تتم بطرق مرتجلة أو جهود مبعثرة، بل تحتاج إلى مجموعة من الدراسات الاستطلاعية المعمقة التي تساعد على فهم خصائص المجتمعات التي يعرف بالإسلام فيها وكيفية القيام بهذه المهمة في داخلها على أفضل وجه.