جائزة الملك عبدالله للتراث والثقافة

Abstract

جائزة الملك عبدالله للتراث والثقافة جابر حسين المالكي في العام الماضي، وبينما كنت أتجول بين قرى المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية وأتنقل بين أروقة الأجنحة المشاركة ضمن فعاليات هذا المهرجان الذي ينظمه الحرس الوطني ويشرف عليه كل عام منذ ولادته ونشأته ووصولاً إلى قمة نجاحه وروعة تميزه، وأخذ التفكير يسبح بي في أعماق الخيال مما جعلني أتوقف قليلاً للتأمل في تلك السيول البشرية التي أخذت تتدفق إلى داخل أحضان قرية الجنادرية.. وبقيت في حوار مع نفسي وذاتي كانت المقارنة بين حياة الماضي ونهضة الحاضر عنوان الحوار أما أدواته فهي خلجات من الفرح ولحظات من التأمل وشعور بالفخر والاعتزاز بكل هذا الإنجاز.. الله أكبر كيف كنا وكيف أصبحنا وماذا صرنا.. الله أكبر حين جاء الحق وزهق الباطل وقطعنا جذور الشر والجهل، وأشعلنا قناديل العلم وقطعنا عناقيد الوحدة، وجنينا ثمار الوطنية، وانطلقنا نحرث الأرض ونزرع الأمن والإيمان ونقلع أشواك لخوف والضلال من طريقنا بفضل الله ثم موحد هذه البلاد ومؤسس كيانها الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عليه شآبيب الرحمة ومن بعده أبناؤه الأوفياء هذه القفزة الحضارية في بناء الإنسان والمكان على امتداد هذا الوطن المترامي الأطراف المتماسك البنيان كانت معجزة من الله وتوفيقا منه، وحين تأتي انطلاقة هذا المهرجان فإنه يذكرنا بالفضل لله ثم لقيادتنا الرشيدة وأبناء هذا الوطن الأوفياء الذين قامت على سواعدهم نهضة الحاضر، كما إنه يعطينا دروسا من العظة والعبرة لعل أهمها أن نرعى النعم التي نعيشها على كل شبر من أرجاء الوطن، وفي كل شتى مناحي الحياة من الأمن الأمان والاستقرار والطمأنينة ورغد العيش، وأن نكون يدا واحدة وسدا ذريعا في وجه من يريد المساس بأمننا واستقرارنا ومقدساتنا، والعبث بثرواتنا وممتلكاتنا والتغرير بأفكارنا والتضليل بها أو تغيير معتقداتنا الدينية والوطنية التي فطرنا الله عليها ونشأنا على مبادئها وتربينا على فضائل أخلاقها ومحاسن أمورها مما أغاظ الحساد والحقاد الذين حاولوا زعزعة أمننا وتفرقة شملنا وتشتيت وحدتنا وخلق فجوة بين القيادة والشعب إلا أنهم باءوا بغضب من الله أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون وكشفت الأيام أن هذا الوطن قامت دعائمه على أسس قوية هي كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- وعليهما بنيت أنظمته وقوانينه التي هي نهجنا ومنهاجنا وصراطنا المستقيم الذي نسير عليه إلى الوسطية في حياتنا وأمورنا نحكم بهما ونحتكم إليهما وما زلنا وسنبقى بألف خير ما دمنا متمسكين بهذه الأسس وسنطبقها إن شاء الله في واقعنا وكل أمورنا وهذا هو حالنا ومحالنا مما زاد قوة الترابط ووثق عرى التلاحم بين الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي الذين أكدوا لبعضهم المشاركة في البناء والفداء والوفاء والعطاء ولعل الزائر لمهرجان الجنادرية يلحظ من عام لآخر قوة المنافسة بين القرى والأجنحة المشاركة كل يحاول أن يظهر بالمظهر المشرف الذي جاء من أجله إلى هذا المكان وهو يحمل صوراً من حياة الماضي وينقل أخرى من تراثهم القديم وموروثاتهم الثقافية وكل في سباق نحو التميز الذي يرضي جميع أذواق المرتادين وينال رضاهم واستحسانهم، ولعلي من على هذا المنبر أوجه بعض المقترحات ربما تؤخذ جميعها بعين الاعتبار أو على الأقل بعضها وهي موجهة مع التحية لسيدي صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة وهي: 1 - إنشاء جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود للتراث والثقافة بحيث يتم اختيار المنطقة أو الجناح الأكثر نشاطاً وإبداعاً ويكرم من يد خادم الحرمين الشريفين في مهرجان العام الذي يليه. 2 - إنشاء جزيرة تتوسطها نخلة طويلة تحمل اسم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومن حولها 63 نخلة كل واحدة تحمل اسم أحد الرواد الذين دخلوا مع الملك عبدالعزيز الرياض. 3 - يكون في قرية الجنادرية مجسم لجبل المخروم الذي وقف عليه الملك عبدالعزيز ورجاله. 4 - أن يصادف حفل الجنادرية إجازة المدارس. - الحرس الوطني بالرياض