قمة العشرين .. ومعالجة الأزمة المالية العالمية
التاريخ
2008-11-16التاريخ الهجرى
14291118المؤلف
الخلاصة
الأحد, 16 نوفمبر 2008جريدة المدينةعندما كتب الدكتور فرانسيس فوكوياما أطروحته عن نهاية التاريخ اقتصر على رؤية ازالة سور برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي واقتصرت اطروحته على رؤية الولايات المتحدة الأمريكية كقوة وحيدة في العالم ومن ثم شجعت هذه الرؤية المتطرفين والمتشددين للصعود إلى السلطة. لم تمتد هذه الرؤية لتشمل التطور الفكري والسياسي في العالم وبداية بزوغ الصين والهند كقوة اقتصادية وسياسية عالمية؛ بل إن هذه الرؤية لم تمتد لتتصور مواطن أمريكي من أصل إفريقي يصل الى سدة الرئاسة الأمريكية. كذلك فإن الدكتورلويس هنتنجتون عندما كتب أطروحته عن صراع الحضارات فإنه اقتصر على رؤية صراع بين الحضارة الغربية والأمريكية مع الحضارة الإسلامية و مع حضارات جنوب شرق آسيا؛ فشجعت هذه الأطروحة قيام المتطرفين والمتشددين في أنحاء العالم الى إشعال صراعات لم تكن لها فائدة سوى قيام حروب لا طائلة من ورائها في شتى أنحاء العالم وسفك دماء الأبرياء. لم تمتد هذه الأطروحة، مثلها مثل أطروحة فوكوياما، الى رؤية عالم متعاون لحل الأزمات الدولية السياسية والاقتصادية والتجارية؛ وذلك مثل التعاون الدولي القائم الآن لإرساخ مفاهيم الحوار بين الأديان الذي قاده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، وكذلك مثل التعاون الدولي القائم الآن لإيجاد الحلول المناسبة للخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية ورسم سياسات مالية ونقدية وتجارية تتلاءم مع طموحات القرن الواحد والعشرين.الأزمة الماليةالسياسات النقدية غير المنضبطة التي مورست خلال الثلاثين السنة الماضية أدت إلى قيام هذه الأزمة المالية؛ وقد كان بدأ ظهور الأزمة في الرهونات العقارية منذ عام 2007م كذلك فإن التباطؤ في معالجة أزمة الرهونات العقارية هو السبب الرئيس في استفحال هذه الأزمة المالية.معالجة الأزمة الماليةفي حسباني أن تكون معالجة الأزمة المالية العالمية في التالي:1- الأجل القصير باتباع سياسة مالية عالمية متحررة تؤدي إلى رفع الطلب العالمي على السلع والخدمات وكذلك المحافظة على معدلات منخفضة من البطالة في العالم أجمع. ودعم البنك الدولي والعودة إلى تنشيط محادثات دورة الدوحة وتخفيض الضرائب الجمركية على منتجات وسلع الدول النامية؛ أي تفعيل مبادئ منظمة التحارة العالمية.2- وفي الأجل الطويل وضع الضوابط المناسبة والضرورية على السياسات النقدية في العالم وإعادة النظر في دور ومهام وسياسات صندوق النقد الدولي.إن منظمات بريتون وودز الثلاث؛ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير ومنظمة الجات التي تطورت في أوائل التسعينات من القرن الماضي الى منظمة التجارة العالمية لم تعد صالحة بصيغها الأساسية في القرن الواحد والعشرين. لذلك فإنه يجب تطويرها لتكون صالحة للعمل في هذا الوقت.مساهمة المملكةالمملكة العربية السعودية عضو في منظمتين من منظمات بريتون وودزمنذ تأسيسهما وهما منظمة صندوق النقد الدولي ومنظمة البنك الدولي للإنشاء والتعمير ثم أصبحت لاحقا عضوا في منظمة التجارة العالمية. لذلك فإنه لا بد أن تمارس المملكة دورها في رسم السياسة المالية والاقتصادية والتجارية في العالم، وهو دور كبير يمليه عليها ثقلها الاقتصادي والسياسي.عضوية المملكة العربية السعودية في قمة العشرين الاقتصادية مهم وداعم لهذه القمة. كذلك فإنه مهم وداعم للسياسات الاقتصادية في المملكة.الدعم المالي لمنظمتي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير وكذلك لمنظمة التجارة الدولية والمساهمة في رسم سياساتهما سيعود بفائدة مباشرة على الاقتصاد السعودي.فائض ميزان المدفوعات السعودي لابد وأن يستثمر في الخارج أو ان تحتفظ مؤسسة النقد العربي السعودي بالعملات الأجنبية والذهب وهذا سينعكس على قيمة الريال السعودي وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.عالم اليوم هو عالم القرية الكونية؛ فأي عدم استقرار في أحد جوانب هذه القرية الكونية يؤدي الى عدم استقرار في القرية الكونية كلها. وبالتالي فإن الكساد أو الركود الاقتصادي في الخارج سيؤدي هنالك الى دورة حلزونية تتمثل في انخفاض الطلب على السلع والخدمات ثم ارتفاع معدلات البطالة وهكذا. هذه الدورة الحلزونية ستؤدي إلى انخفاض الطلب على صادرات المملكة وخصوصا من الزيت ومنتجاته؛ وبالتالي فإن الكساد والركود الاقتصادي العالمي سيؤثر على اقتصاد المملكة.ومع ذلك؛ فإن هذا الدعم المالي لابد وأن يكون مصحوبا بالمساهمة الفعالة في رسم سياسة هذه المنظمات الاقتصادية الدولية الثلاث.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
728157النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16643الهيئات
البنك الدولى للاسكان والتعميرالبنك الدولي
صندق النقد الدولي
مؤسسة النقد السعودي - ساما - السعودية
مجموعة دول العشرين
منظمة التجارة العالمية
منظمة الجات
المؤلف
حسن بلخيتاريخ النشر
20081116الدول - الاماكن
السعوديةالصين
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
بكين - الصين
واشنطن - الولايات المتحدة