السعودية والمغرب : آفاق تتعدي العلاقات الثنائية

Abstract

أتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المملكة المغربية في مرحلة بالغة الدقة في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، ولذلك فإن من البديهي أن تتعدى الملفات التي سيناقشها الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين على ما لهذه العلاقات من أهمية بالغة في تدعيم أطر التعاون بينهما. وما من شك أن تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السعودية والمغرب والتصدي للإرهاب الذي يهدد أمن مواطني البلدين من أول القضايا التي ستطرح على بساط البحث بين المسؤولين السعوديين والمغاربة. كما أن قضية الصحراء المغربية ودعم المملكة للجهود الرامية إلى جلب الاستقرار والأمن إلى الأقاليم الجنوبية للمغرب. وما للسعودية من أياد بيضاء في محاولة نزع فتيل الصراع في تلك المنطقة، سيتم بحثها بالتفصيل للوصول إلى حل نهائي لتلك القضية. وما من شك أن وجود الرئيس السوداني عمر البشير في المغرب في زيارة خاصة سيعطي الفرصة لمتابعة ما بدأته الوساطة السعودية خلال القمة العربية من أجل حل مقبول لجميع الأطراف في قضية دارفور بغية إبعاد شبح التدخل الدولي وما قد يجره ذلك من ويلات على الشعب السوداني ودول المنطقة الأخرى. لكن أحد أهم الملفات العربية التي سيتناولها النقاش سيكون بلا شك ملف مبادرة السلام العربية وسبل دفعها إلى الأمام بغية وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في الضغط على إسرائيل للقبول بحل عادل يعيد لكل ذي حق حقه. فالسعودية ترأس حاليا القمة العربية وهي معنية بمتابعة ملف المبادرة العربية، والملك المغربي محمد السادس يرأس لجنة القدس التي تعمل من أجل صيانة الهوية الحضارية للقدس والحفاظ على مكانتها كرمز فريد للتعايش بين الديانات السماوية. وربما يعطي الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني أهمية خاصة للزيارة، حيث إن كلا البلدين يرتبطان بعلاقات وثيقة مع الأطراف الفلسطينية المختلفة وسيسعيان إلى وضع حد لسيلان الدم الفلسطيني بأياد فلسطينية في أسرع وقت ممكن.إن زيارة خادم الحرمين الشريفين للمغرب تشكل حجر أساس في تحركات المملكة العربية السعودية من أجل لم شمل البيت العربي والوصول إلى الحد الأدنى من التضامن بغية تأمين حياة آمنة ومستقرة ومرضية للشعوب العربية والإسلامية.