زيارة ولي العهد إلى اليابان .. المعهد العالي للسيارات .. رمز للعلاقات التاريخية والتعاون المثمر بين المملكة واليابان

Abstract

يعتبر المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات رمزاً للعلاقات التاريخية والتعاون المثمر بين المملكة واليابان، حيث يمثل أنموذجاً للتعاون الحقيقي بين الحكومات والقطاع الخاص. وكان المعهد الذي تحتضنه مدينة جدة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عندما كان ولياً للعهد) في مارس من العام 2003م في حضور عدد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال السعوديين ونظرائهم اليابانيين، وكان خادم الحرمين قد تبرع - حفظه الله - بالأرض التي أقيم عليها المعهد والتي تبلغ مساحتها 71318,52 متراً مربعاً من أراضي الحرس الوطني مما أعطى المعهد دفعة قوية في بداية انطلاقته. والمعهد بحكم طبيعته ساهم في إنشائه العديد من الجهات الحكومية والخاصة وهي المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني التي تولت الترخيص للمعهد والتنسيق مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي إضافة إلى صندوق تنمية الموارد البشرية من خلال مساهمته في دعم التدريب في الميزانية التشغيلية للمعهد ودعم مكافآت المتدربين، كما يشارك موزعو السيارات اليابانية في المملكة من خلال ميزانية ما قبل التشغيل والمستهمة بنسبة 50? من تكلفة البناء وتوفير الأثاث والأجهزة للمعهد والميزانية التشغيلية، أما من الجانب الياباني فتساهم الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في توفير عدد من الخبراء الدائمين والزائرين لتقديم الخبرة التقنية لصيانة السيارات اليابانية وكذلك تدريب المدربين المبتدئين السعوديين في اليابان، إضافة إلى توفير الأجهزة والمعدات والأدوات والمواد التدريبية بما فيها سيارات التدريب، أما مصنعو السيارات اليابانية فساهموا من جانبهم في ميزانية ما قبل التشغيل، وكذلك 50? من تكلفة البناء وإعداد المناهج التقنية إضافة إلى دعم الوكالة اليابانية للتعاون الدولي تقنياً وفنياً. ويسعى المعهد إلى صقل الموارد البشرية من خلال الإسهام في عملية السعودة وتحسين المعارف التقنية والمهارية وتعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب السعودي. وبرزت الحاجة إلى المعهد مع تصاعد نسبة الخريجين في المعاهد والجامعات السعودية ووجود بطالة في ظل سوق عمل تتطلب مهارات تقنية وخبرات عملية كبيرة، مما جعل موضوع البطالة هو من الأجندة الأكثر أهمية بالنسبة للدولة في الوقت الحاضر. وعلى الرغم من أن هناك أعداداً كبيرة من المتعلمين العاطلين تتصاعد بشكل يومي، وتردد القطاع الخاص، وخاصة قطاع السيارات في توظيف الشباب السعودي بسبب عدم الثقة في إمكاناتهم، وذلك عائد إلى مستوى الخريجين الذي لا ينسجم مع متطلبات سوق العمل المتطورة في قطاع صناعة السيارات. ومن خلال استشعار الدور الوطني للقطاع الخاص سعى قطاع السيارات اليابانية في المملكة إلى توفير فرصة التدريب العملي للشباب السعودي على تقنية صيانة السيارات وتزويدهم بالخبرات اللازمة التي تنسجم مع متطلبات سوق قطاع السيارات من خلال إنشاء المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات. ويتطلع قطاع السيارات في المملكة إلى استيعاب هؤلاء الخريجين مباشرة بدون أدنى تردد. وقد كانت بداية هذا المشروع عندما قام موزعو السيارات اليابانية حيث طرحوا فكرة إنشاء كلية أو معهد لتطوير مهارات الشباب السعودي في مجال صيانة وتقنية السيارات. وقد نتج عن هذه الاتصالات أن وقعت الحكومتان السعودية واليابانية أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عندما كان ولياً للعهد) إلى اليابان في شهر أكتوبر عام 1998م، مذكرة تفاهم بدعم القطاع الخاص في كل من البلدين من أجل إنشاء المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات. ويهدف المعهد العالي إلى توفير تدريب تقني للشباب السعودي في مجال تقنية السيارات وصيانتها، التي من خلالها تستثمر قدرات الخريجين لتوجه بشكل مباشر لسد احتياجات صيانة السيارات في المملكة. يوفر المعهد العالي فرص عمل للخريجين لدى موزعي السيارات اليابانية في المملكة كما يسعى إلى دعم عملية السعودة من خلال توفير فرص وظيفية أفضل للسعوديين، وقيم معنوية وثقافية في بيئة عمل مناسبة. وكانت الدفعة الثانية من متدربي المعهد قد تخرجت برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة في سبتمبر الماضي ليباشر 196 خريجاً عملهم في ورش موزعي السيارات اليابانية في جميع أنحاء المملكة