خارطة طريق لحوارنا الوطني

Abstract

خارطة طريق لحوارنا الوطني عبدالله الطويرقي* من أية زاوية ترقب مشهدنا الحياتي اليوم تتملكّك الدهشة من حالة النزق التي يطفح بها الخطاب العام هنا سواءً في تفاعلات الناس الرسمية / العملية أو الشخصية/ الاجتماعية، وكأن الناس في هذه البقعة من الكون مشحونون بكل أشكال العدائية والتطرّف بل إن شئتم اللاأخلاقي بالمعيار الإسلامي هنا وفى الداخل ومع الآخر القريب.. الشواهد محزنة حقيقة ومؤلمة بل ومخجلة - يعلم الله - ولا تليق بما وصلنا إليه كمجتمع وما تحقق لنا من طفرات حياتية قفزت بنا إلى واجهة العالم المتمدن في سنوات قليلة..منذ أيام فقط في كلية اليمامة بالرياض وقبلها في ندوة عن الآثار في المدينة المنورة ومن قبلها في الطائف ومكة ومن قبلها في الرياض أيضا على هامش معرض الكتاب حوادث وعي مفجعة جدا تقول الكثير عن واقعنا غير الصحي والمضطرب للأسف والذي يحتاج معالجة مؤسسية دقيقة وجادة على مستوى مؤسسات البلد المعنية بتشكيل وصياغة العقلية الشعبية وتلك المعنية بعمليات التنشئة الكبرى في المجتمع كالتربية والإعلام والثقافة.. الناس هنا لم يعودوا يعرفون لماذا يحدث ما يحدث وإلى متى يستمر هذا المناخ المتماوج من اللامعقول من اللامنطق لكبت كل ما هو مخالف لما اعتاد على تسويقه فئة من المجتمع هنا في ظروف فارطة..والغالب الأعم من الناس يتساءل بخوف وحرقة على الغد فيما إذا تواصل هذا المناخ الخانق من التطرّف والأحادية والفوضى الضاربة التي تطبق على أنفاس الفكر والثقافة وحريات الرأي في البلد من قبل تيار غير متصالح على الإطلاق ويخلو قاموس خطابه من مفهومات التعددية والاختلاف والمنطق النسبي للحقائق في العالم. الجميع يذكر كيف عبّر رجل الحوار الأول الملك المهموم بما يحدث في واقع مجتمعه من أشهر قليلة في منطقة القصيم عن هذا المناخ المأزوم والمخيف والذي يتهدّد مسيرة البلد ونموها في خطابنا الوطني.. وعندما يعبّر الرجل الأول في الدولة في خطاب سياسي عن حالة قلقه وتخوّفه من تنامي خطاب التصنيف والتقسيم لمكونات الكيان الوحدوي هنا، فهذا يعني أننا وصلنا مرحلة متقدمة من الوجع في تفاعلنا الحياتي، ولابد من وضع الأمور في نصابها من أجل المصالح الكبرى للوطن..وعندما يدرج قيادي كالملك عبدالله مسألة الخطاب العام هنا في خطاب سياسي له، فذلك يعني أن المسألة أصبحت مقلقة لأمن البلد ونموه ووحدة ترابه الوطني للدرجة التي تدفع برأس السلطة السياسية....