جامعة الملك عبدالله
التاريخ
23-10-2007التاريخ الهجرى
14281011المؤلف
الخلاصة
د. علي بن سليمان العطية جامعة الملك عبدالله إن المتابع للنهضة الكبيرة في التعليم العالي والقفزات المتسارعة التي حدثت خلال فترة وجيزة لا تتجاوز الـ(4) سنوات يدرك تماماً أن القيادة الرشيدة تراهن على الاستثمار في العقول وأن مفاتيح الإبداع والتقدم تكمن في تأهيل وتطوير العنصر البشري الوطني المؤهل، فعقل الإنسان هو صانع الحضارات والنواة الأولى في المجتمع. ولنا خير مثال نستضيء به في تجارب الدول التي تمكنت عن طريق البحث والتعليم أن تتجاوز العقبات وتصل إلى أعلى درجات التطور والتقدم بهمة وسواعد أبنائها وطموح قادتها المخلصين. ونحن هذه الأيام نحتفل بوضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رائد التعليم العالي- لحجر الأساس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في (ثول) والتي تعتبر من أحدث الجامعات في منطقة الشرق الأوسط بتكاليف تصل إلى أكثر من عشرة مليارات ريال، لنتذكر الانطلاقة الكبيرة التي حدثت للعديد من الدول المتطورة صناعياً عندما وضعت نصب أعينها هدفاً أساساً يتمثل في الاهتمام بالعلوم التكنولوجية والدراسات العليا والبحوث التطبيقية التي أصبحت فيما بعد صمام الأمان ومفتاح التقدم لهذه الأمم. إن اختيار الموقع والتخصصات يدل على نظرة ثاقبة من لدن خادم الحرمين الشريفين، فتخصصات الجامعة تشتمل على الطاقة والموارد الطبيعية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم وأبحاث المواد الدقيقة مثل النانوتكنولوجي والرياضيات التطبيقية وعلوم الكمبيوتر، وهي تخصصات مهمة تحتاجها المملكة في المرحلة القادمة نظير التطور الصناعي والنقلة الكبيرة التي تشهدها على جميع الأصعدة مما يتطلب معها مواكبة علمية وبحثية حديثة تستطيع استيعاب واستثمار هذا التطور بما يعود -بإذن الله- بالخير الكبير لهذا الوطن. أيضاً اختيار الموقع في (ثول) على ضفاف البحر الأحمر يؤكد رؤية الملك عبدالله بعيدة المدى والتي بدأها -حفظه الله- منذ فترة ليست بالقليلة من خلال إنشاء المدن الجامعية الحديثة في مناطق المملكة المختلفة والتي ستساهم هذه المشاريع في إحداث نقلة تنموية كبيرة في المناطق المقامة فيها بالإضافة إلى الحد من الهجرة إلى المدن الكبيرة وإيصال التعليم العالي إلى كافة أبنائنا في مناطق إقامتهم. وموقع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لا يبتعد كثيراً عن هذه الفلسفة الحكيمة التي ستساهم بازدهار هذه المنطقة وتنميتها، كما أن وقوعها بالقرب من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والمنشآت الصناعية يعطي مؤشراً هاماً على أن الجامعة ستكون بإذن الله رافداً مهماً من روافد التنمية الاقتصادية في الوطن وتساعد الباحثين والدارسين على ممارسة أبحاثهم بكل يسر وسهولة. إن هذه الجامعة الفتية ستحدث نقلة نوعية في التعليم العالي في المستقبل المنظور، فهي تمثل رؤية خادم الحرمين الشريفين في إيجاد جامعة متميزة تضاهي أرقى الجامعات العالمية، كما أن تحالفاتها مع العديد من الجامعات العالمية المرموقة يؤكد أن هذه الجامعة فعلاً بداية الانطلاقة لنهضة صناعية وإشعاع علمي ومعرفي وبحثي يشمل كافة أرجاء الوطن. **** المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية بوزارة التعليم العالي
الرابط
جامعة الملك عبداللهالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
733864النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12808المؤلف
علي بن سليمان العطيةتاريخ النشر
20071023الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية