المراكز الصيفية .. مالها وما عليها
التاريخ
2006-07-28التاريخ الهجرى
14270703المؤلف
الخلاصة
لسنوات طويلة كانت المراكز الصيفية والتي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم تمارس أنشطتها بهدوء تام ودون وهج إعلامي وبدون اهتمام من المجتمع ولا حتى من أهالي الأبناء الذي يشاركون في هذه المراكز، وحتى عندما كان الضوء يسلط على هذه المراكز في احتفاليات إعلامية أو مجتمعية كان يقتصر ذلك على فعاليات افتتاح هذه المراكز أو اختتامها بالإضافة إلى التصريحات الصحفية للمسؤولين والتي تشمل التقارير الرقمية التي تتحدث عن عدد هذه المراكز وعدد من التحق بها من طلاب ولكن هذه المراكز في السنوات الأخيرة تلقت العديد من الضربات والتي كان بعضها تحت الحزام وفق قانون الملاكمة العنيف، ولقد كان هذا الهجوم مبرراً أحياناً وغير مبرر أحياناً كثيرة. والهجوم المبرر والمهم يندرج تحت طائلة استغلال بعض هذه المراكز للترويج للأفكار الضالة والمتطرفة وغرسها في أذهان هؤلاء الطلبة مما سينعكس على توجهاتهم وربما إقدامهم على سلوكيات وأعمال تضر بهم أولاً ومن ثم بأسرهم أو مجتمعهم أو وطنهم. وغالباً ما كان ذلك يحدث من خلال بعض المندسين والمتسللين إلى بيئة التربية والتعليم ومن ثم إلى المراكز الصيفية ممن يحملون أفكاراً متطرفة تمت تغذيتها من مصادر مشبوهة أوصلتهم إلى حالة من ضياع لدينهم ودنياهم. ولعل الحرص والاهتمام باختيار من يمارسون العملية التربوية والتعليمة ومن يشرفون عليها وفق معايير تتجاوز بيروقراطية المعدل الدراسي واستكمال ملف التقديم إلى اختبارات حقيقية تقيم علم وفكر وسلوك الممارسين والمشرفين على تنشئة أبنائنا مما سيعزز قدرة أبناء المجتمع على المساهمة في تنميته في كافة المجالات، كما وأن ذلك سيساهم بكل تأكيد في حماية العملية التربوية والتعليمية وبالتالي المراكز الصيفية من الدخلاء الذين يسعون إلى خراب العقول ودمار المجتمع. وبعيداً عن تصنيف الأشخاص بناء على الشكل أو الرأي والذي حذر منه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، فإن مساهمة كافة أفراد المجتمع في دعم المراكز الصيفية سيساهم بكل تأكيد في تعزيز دور هذه المراكز في إشغال وقت الطلبة خلال الإجازة الصيفية بما يعود عليهم بالنفع والفائدة من اكتساب مهارات جديدة أو إتاحة الفرصة لهم لممارسة هوايات يفضلونها أو قضاء أوقات مسلية تشعرهم بمتعة الإجازة. ولكي يتحقق ذلك يتطلب الأمر من القائمين على هذه المراكز العمل على التجديد والإبداع الدائم عند التخطيط لأنشطة المركز والتحرر من النمطية في طرق تنفيذ الأنشطة والانفتاح أكثر على المجتمع المحيط بالمركز. ولتعزيز ثقة أولياء الأمور بهذه المراكز فإن هذه المراكز يجب أن تكون أكثر تنظيماً وتخطيطاً لأنشطتها وأن تعمل وفقاً لجداول واضحة ومحددة ومعلنة وأن يتم مناقشتها وأخذ رأي أولياء الأمور فيها قبل انطلاق فعاليات هذه المراكز. والحقيقة أن أكثر ما يشدني إلى هذه المراكز هو القائمون عليها ممن يتطوعون بوقتهم الخاص خلال إجازاتهم الرسمية لكي يديروا أنشطة المراكز ولكم كانت سعادتي كبيرة عندما حرصت على المشاركة في حفل أقامه مركز المشكاة بالدمام والذي يشارك به أحد أبنائي وأعجبت بفكرة تخصيص كل أسبوع من فعاليات المركز لتعزيز قيمة إيجابية لدى الأبناء ولقد أقيم هذا الحفل الذي جمع الآباء والأبناء ضمن أسبوع تعزيز قيمة بر الوالدين وحيث ان الدعوة وصلت لي فقط فلعل الأخوة في المركز نسوا بأن الوالدين ليسوا الأب فقط. الشكر لهم وكل الشكر لكل مخلص يعمل بنية صافية وحرص على مستقبل وطننا الغالي. salmugren@yahoo.com
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
736728النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12096المؤلف
سمير المقرنتاريخ النشر
20060728الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية