جامعة تصنع المستقبل

Abstract

لأن أي عمل معرفي أو علمي لا بد له من وسائل دعم مادي دائمة، مثلما له أسس فكرية ونظرية تأسيسية بدءاً, فإن الأمر الملكي الذي اصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتشكيل أول مجلس أمناء بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية, ونصّ صراحة على اعتماد وثيقة وقف وتأسيس الجامعة، يدل دلالة أكيدة على أن مشروع الجامعة الحلم التي تبنى فكرتها ووضع حجر الأساس لها, خادم الحرمين الشريفين لن تقف عند حدود الآفاق المذهلة التي اختطت لها والمسافات الضوئية التي اختصرتها في الوصول إلى أقصى ما وصلت له الدراسات العلمية والاكاديمية في أرقى جامعات ومعاهد العالم. بل إن الجامعة ستمضي أبعد من ذلك بكثير, وإذا كنا نسمع كل يوم تقريبا عن إضافة علمية إلى تخصصات واعمال وكوادر الجامعة، فان الأمر الملكي الكريم يضع كل هذا في إطار مؤسساتي دائم ومستمر لتحقق الجامعة لا الغايات المحددة لها بل اكثر من ذلك بكثير. وتشكيل مجلس أمناء بهذه الصيغة وبهذا التنوع من رجال السياسة والفكر والاقتصاد يعني أفقاً مشرعاً إلى طموحات كبيرة.. كانت الجامعة مكرسة لها من بداية اعلانها حتى بدء تكريسها على أرض الواقع. ان جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية منذ البدء لم تكن جامعة عادية، بل هي صرح علمي ومعرفي هائل يقودنا الى المستقبل من أوسع أبوابه ولكنها الآن تمضي نحو هذا الطموح بخطى راسخة وأسس عميقة ورؤى بعيدة المدى, لتكون قلعة من قلاع التنمية والتقدم في بلادنا، بل القلعة الأولى في مسيرة البناء والتقنية الحديثة جداً..