من منافع الحج العظيمة

Abstract

جاء الدين الإسلامي الحنيف يأمر الناس باتباع طريق الله المستقيم وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يأمرهم باجتماع الكلمة على الحق وينهاهم عن الفرقة والاختلاف، ولذلك أمروا بالاجتماع وفضل ذلك الاجتماع اليومي للصلاة والأسبوعي في صلاة الجمعة والاجتماع العام في الحج ليشهد الناس منافع لهم فيه منافع دنيوية ومنافع أخروية لا حصر لها. ولذلك وردت كلمة منافع في الآية الكريمة منكرة قال عز وجل :ليشهدوا منافع لهم سورة الحج آية 28. وهذه بلاغة القرآن وفصاحته وإعجازه.. حيث كلمة واحدة شملت معاني كثيرة. والحق يا أخي المسلم الكريم أن هذا التجمع العالمي الكبير والفريد الذي يضم أعداداً كبيرة لبت نداء ربها وجاءت من مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف أشكالهم وألوانهم وألسنتهم آية من آيات الله حيث قال سبحانه وتعالى :ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم سورة الروم آية 22. هذا التجمع يدعو إلى التدبر والتأمل والتفكر وإذا جاز لنا أن نتساءل عمن يستطيع أن يجمع مثل هذه الأعداد الكبيرة من البشر في وقت واحد وعلى صعيد واحد يرددون كلمة واحدة ويرتدون لباسا واحدا لا فرق بين غني وفقير وقوي وضعيف ولا بين أبيضهم وأسودهم إلا بالتقوى والعمل الصالح.. هل سيكون الجواب: (رئيس) أو (ملك) أو مصلحة أو شخصية بعينها.. لا نعتقد ذلك لأن كلا منهم مهما بلغ من القوة والعظمة والنفوذ لايمكنه أن يجمع كل هذه الأعداد راضين فرحين مستبشرين بهذا الاجتماع وأن الذي يقدر على ذلك هو الخالق سبحانه الذي تكفل لهذه الجموع الغفيرة التي جاءت رغبة فيما عند الله من الثواب والجزاء بالمغفرة والثواب. لقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالحج إلى بيته الحرام ، يعبدونه لا يشركون به شيئاً فهو وحده الرزاق المحيي والمميت الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير.. فالكل هنا يعبد الله ويتوجه إليه طالباً رحمته طامعاً في عفوه وغفرانه.. الجميع في رحاب الله وفي كنفه يؤدون هذه الشعيرة العظيمة في أمن وأمان وفي نعمة واستقرار ، وذلك من فضل الله عز وجل ثم بما تقدمه هذه الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ومعاونيهم من سائر المسؤولين من الأمراء والوزراء وجميع الذين يعملون معهم ليلا ونهاراً في خدمة ضيوف الرحمن. أثابهم الله وجعل ذلك كله في موازين حسناتهم..إنه سميع قريب. * مستشار وزير الحج مدير إدارة التوجيه والتوعية بالوزارة