الملك ومؤتمر مكة .. مصل الحوار ووقاية ثوابت أمن المجتمعات
الخلاصة
الملك ومؤتمر مكة .. مصل الحوار ووقاية ثوابت أمن المجتمعاتكلمة الاقتصادية لم يترك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - فرصة إلا وجدّد دعوته فيها لتبني منهج الحوار الموضوعي كصيغة مثلى لتجنيب المجتمعات تبعات الاختلاف والتشاحن وتمزيق الصفوف. وهو الرجل الذي بادر منذ توليه مقاليد الحكم في هذه البلاد بالدعوة إلى حوار الثقافات والأديان، وقطع في ذلك شوطاً بعيداً، استحق عليه تقدير كل قيادات الرأي والفكر والسياسة في العالم كنهج إنساني من شأنه أن يُفضي إلى تقريب المسافات بين تلك الثقافات وتوظيفها لخدمة الإنسانية جمعاء، والنأي بها عن لغة العنف والخراب. وفي مؤتمر العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول، الذي عُقد أمس الأول في مكة المكرّمة تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي، جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين، التي ألقاها نيابة عنه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرّمة، لتعيد المطالبة بالدعوة ذاتها، وتطالب علماء الأمة والدعاة وقادة الفكر الذين يلتئمون تحت قبة هذا المؤتمر، بالعمل على تكريس منهج الحوار كضمانة حقيقية للوقاية من مخاطر الانزلاق إلى النزاعات، والوقوع في وحول الفوضى، وإلهاء عالمنا الإسلامي عن بناء مصادر قوته بالتناحر والشقاق، والدخول في متاهات الخلافات الطائفية والمذهبية، واعتناق الأفكار المضللة، التي لن تفضي إلا إلى مزيد من العبث بمصير هذه الأمة ومستقبلها. وحملت كلمته - حفظه الله - إشارةً واضحة إلى فاعلية هذا المنهج ونجاعته في لمّ الشمل تحت مظلة الثقة، وذلك من خلال ما حققته المملكة في إطار محاربة الإرهاب وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عبر الحوار والمناصحة وجلاء الحقائق بصحيح الدين، عندما أكد أن النظرة الفاحصة المدققة لما يجري الآن من أحداث في بعض البلاد الإسلامية، وما يهدد باستهداف بعضها الآخر، تؤكد الحاجة الماسة إلى جهود معشر العلماء والدعاة وقادة الفكر السديد في العالم الإسلامي، على اعتبار أن المرجعية الغائبة لتلك الأحداث إنما تتمثل في الجهل بصحيح الدين الإسلامي، وتفرده بتحقيق الإصلاح، وتقديم الحلول الناجحة للمشكلات كافة. ولأن دعوته - أيّده الله - تنطلق من ثابت إيماني بقيمة الحوار، ومن سياق تجربة ناضجة وثرية، كانت قد استبقتْ كل ما يجري الآن من أحداث، فقد جاءت معززة بآلياتها الموضوعية التي تمنحها قوة الدفع والحركة، وذلك بمطالبة علماء الأمة بعلاج مشكلة الجهل بالإسلام من خلال التعريف بصحيح منهجه، وتطبيق وسطيته العظيمة في مجالات الحياة كافة، ونبذ الفرقة وما يؤدي إليها من دعوات الطائفية المغرضة، والتوجهات الحزبية الضيقة، ما يشتت الصفوف، ويعبث بوحدة الأمة، للوصول إلى تلك المشتركات التي كفلها هذا الدين العظيم، حماية لمجتمعاته، وضماناً لاستقرارها، بصيانة أمنها، ودفع عجلة التصحيح والإصلاح في مساراتها الطبيعية التي يُمكن إنجازها بالحوار البناء والهادف القائم على الوعي الرصين، الذي يدرك دقائق الأمور ومؤدياتها. وحينما تصدر مثل هذه الدعوة من رجل بحجم عبد الله بن عبد العزيز، وحجم إنجازاته في مسارات التصحيح والإصلاح، فهي تصدر عن تجربة ماثلة للعيان، وعن خبرة خاصة استطاعت أن تفصل ما بين أدوات الإصلاح ومعاول التخريب باسمه وتحت ذريعته، لتقدم المثل والأنموذج في قيادة المجتمع نحو آماله دون إحداث أي شرخ في أمنه أو استقراره، بمعنى أن هذه الدعوة لم تصدر عن منظر تنتهي حدود دعوته بما يضعه من التصورات في أوراق أبحاثه، إنما هي ثمرة تجربة غنية وفريدة باتت معلومة للجميع بما أنجزته على أرض الواقع، ما يجعلها الأكثر جدارة لاحتلال قائمة الأولويات في عالمنا الإسلامي في سياق سعيه لمعالجة مشكلاته للوصول إلى تلك الغايات السامية دون الحاجة إلى المساس بأهمّ محدّدات استقراره. وهذا هو مصدر الأهمية في هذه الدعوة الكريمة التي تنبع من ضمير حيّ ظلّ على الدوام يحمل همّ أمته بيد، وتطلعاتها وأمانيها باليد الأخرى.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
744274النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
6496الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلاميالمنظمات الإسلامية
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
الهيئات
رابطة العالم الاسلامىتاريخ النشر
20110725الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية