حتى لا تضيع خطى المواهب
التاريخ
2008-08-22التاريخ الهجرى
14290821المؤلف
الخلاصة
(إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون سقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها ...). هذا مقطع من كلمة خادم الحرمين الشريفين عشية الإعلان عن قيام مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، في إشارة بالغة الدلالة لرؤية القيادة للمواهب ودورها الخلاق في بناء الأمة والوطن، ولأننا بأمس الحاجة إلى كل موهبة فقد احتفلنا بقيام هذا المشروع العملاق الذي يستثمر في الإنسان كأهمّ ثروة يُمكن أن تتباهى بها الشعوب. خاصة في ظل عجز نظامنا التعليمي عن الخروج من شرنقة التلقين لملاقاة تلك المواهب التي غالبا ما تموت في مهدها لمجرد أن تلك الأثقال من المناهج لا تتيح فرصة لما عداها لتعلن عن نفسها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ما يجري في سياق الكشف عن المواهب في مدارس التعليم العام بوصفها الحقل الأول الذي يُمكن أن تُحصد منه المواهب، يتفق مع طموحات وتطلعات هذه المؤسسة؟. ما أعرفه ويعرفه الكثيرون غيري أن وزارة التربية تتعامل مع الأمر وفق قاعدة (الجود من الموجود)، فمعظم الذين أُسندت إليهم مهمة الكشف عن المواهب من المعلمين والمعلمات هم من غير المتخصصين، وكأن الموضوع يتصل بمحو الأمية، يُمكن أن يُسند إلى أيّ معلم أو معلمة يقول: نعم !. ولقد كان لي وبمحض الصدفة أن أطلع على برنامج عمل الكشف عن الموهبة في بعض مدارس البنات.. ما الذي حدث ؟.. الذي حدث أن السباق قد أخذ منحى آخر لا علاقة له إلا بشيئين اثنين: من هي الأطول لسانا والأكثر جرأة لتقف أمام الجميع إما لتلقي أنشودة أو خطبة نصف عصماء بصوت جهوري وهي تطوّح بيديها ذات اليمين وذات الشمال، وكأننا لا زلنا نحتاج إلى من يؤكد لنا حقيقة أننا ظاهرة صوتية وحسب. أو كأنما الموهبة هي فقط كيف تلهب حماس الجماهير بحبالك الصوتية.. وهنا تذكرتُ أنني اطلعتُ على برنامج سياحي في لبنان خلال إجازة الصيف، لاحظوا أنني قلت: لبنان هذا البلد المثقل حتى النخاع، ولم أقل السويد، تبنته إحدى المؤسسات الخاصة لرعاية الموهوبين، وربطته بمقارنة سريعة مع سياحة شد الحبل، والمشي على الجمر، وقضم الزجاج ومحاضرات التوعية، ولم أجد ما يدفعني لانتظار أيّ نتيجة تذكر من عبثية المقارنة والمقاربة. (يا جماعة الربع) - على طريقة بعض المسلسلات البدوية -: أقسم بالله ما هكذا نكتشف المواهب، وما هكذا نعزز دور هذه المؤسسة التي أطلقها القائد كحبل إنقاذ لنا نحو حياة أفضل، يا جماعة الخير والربع وكل شيء جميل إن كنا نريد حقا أن نستخلص ما لدينا من مواهب فأول الأمر ألا نحتكم إلى السعودة على مستوى المشرفين فالحكمة ضالة المؤمن، ثم علينا ألا ندع الوزارة وحدها في الميدان.. علينا أن نبني منظومة متكاملة للكشف من الجامعات والمؤسسة والوزارة والمدينة، وهيئة السياحة وحتى القطاع الخاص. هنالك فقط سنصل بدقة وبلا صخب ولا ضجيج.
الرابط
حتى لا تضيع خطى المواهبالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
749540النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14669الموضوعات
السعودية. وزارة التربية والتعليمالقوى العاملة
الموارد البشرية
مؤسسة الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين (الرياض)
الهيئات
الهيئة العامة لتطوير السياحة و التراث الوطني - السعوديةمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع - موهبة - السعودية
وزارة التربية وااتعليم - السعودية
المؤلف
فهد محمد السمانتاريخ النشر
20080822الدول - الاماكن
السعوديةالسويد
بلنان
لبنان
استكهولم - السويد
الرياض - السعودية
بيروت - لبنان
ستوكهولم - السويد