زيارة خادم الحرمين للبنان بضع ساعات وأمير قطر 3 أيام والشيخة موزة تتفقد جمعيات إنسانية سليمان يواصل لقاءات التهدئة الداخلية

Abstract

واصلت دوائر القصر الجمهوري أمس اتخاذ الترتيبات لاستقبال الضيوف الذين سيزورون لبنان بدءاً من يوم الجمعة المقبل لا سيما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي سيقيم الرئيس ميشال سليمان على شرفه مأدبة غداء علمت «الحياة» أنها ستكون جامعة لكل الأطراف السياسيين. وذكرت مصادر رسمية أن البرنامج النهائي لزيارة الملك عبدالله ينتظر تثبيته خلال الساعات المقبلة إذ أنه سيصل الى مطار رفيق الحريري الدولي الساعة 1.30 بعد ظهر الجمعة حيث يستقبله سليمان وكبار المسؤولين، ثم يتوجه وإياه الى القصر الجمهوري حيث تعقد جلسة محادثات موسعة يعقبها اجتماع ثنائي بين سليمان والعاهل السعودي، تليه مأدبة الغداء، على أن يغادر الملك عبدالله بيروت الى عمان بعد الظهر. وتوقعت المصادر وصول أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني بعيد الخامسة والنصف عصراً حيث يستقبله سليمان وأركان الدولة ويتوجه الى القصر الرئاسي من أجل جلسة محادثات تليها مأدبة عشاء جامعة بدعوة من رئيس الجمهورية. وفي برنامج زيارة أمير قطر سينضم الى الوفد الرسمي المرافق له نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة عبدالله العطية الموجود في لبنان، زيارة يقوم بها في اليوم التالي السبت 31 تموز (يوليو) لمدينة بنت جبيل لافتتاح مستشفى موّلت قطر بناءه، يليها غداء يقيمه رئيس البرلمان نبيه بري على شرفه في قصره الجنوبي في بلدة المصيلح. وتجرى محادثات مسائية بين الأمير حمد والوفد المرافق، وبين رئيس الحكومة سعد الحريري في السراي الحكومية في بيروت، يليها عشاء يقيمه الحريري على شرفه. ويشارك الأمير حمد في اليوم التالي في 1 آب (أغسطس) في عيد الجيش الى جانب أركان الدولة اللبنانية، ويغادر بيروت في اليوم نفسه. وترافق أمير قطر زوجته الشيخة موزة التي ستزور عدداً من المؤسسات والجمعيات التي تعنى بالشأن الإنساني منها مؤسسة الحريري، ومركز سرطان الأطفال في الجامعة الأميركية في بيروت. وينتظر أن تطلع الشيخة موزة على ما تم التوصل اليه من تحضيرات وإجراءات للبدء في بناء المكتبة الوطنية التي كانت وضعت حجر الأساس لها قبل زهاء سنتين والذي سيُباشر قريباً. وكان سليمان ناقش مع بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام يرافقه رئيس اساقفة صيدا ودير القمر للكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد، الأوضاع القائمة على الساحة و «السبل الآيلة الى التهدئة واعتماد الحوار سبيلاً لإيجاد الحلول». وكذلك ناقش سليمان في لقاءات منفصلة، مع النواب ميشال المر وتمام سلام وآغوب بقرادونيان ووزير التجارة محمد الصفدي والوزير السابق فؤاد بطرس «التطورات الراهنة والملفات السياسية المطروحة وسبل العمل لإبقاء الاوضاع في دائرة الاستقرار السائد». وقال سلام بعد اللقاء: «اذا كان الواقع الذي يفرج عن تشنجات واستنفارات عند هذه الطائفة او تلك، عند هذا المذهب او ذاك يعطي انطباعاً ان ابناء تلك الطوائف والمذاهب هي اداة ذلك الوضع المستشري والمستجد، فإن الحقيقة هي بعيدة كل البعد من هذه الطبيعة، لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه ومذاهبه يريد ان يعيش بأمن واستقرار وهناء، ويريد ان يواجه الحياة بإقدام وتضحية وعطاء لبناء وطنه عبر مواطنية سمحاء يسودها العدل والاخوة والعيش الواحد والمصير الواحد». وأضاف: «الواقع الآخر هو ما يتمثل دائماً بمن يستغل مشاعر واحاسيس الناس والشعب، وخصوصاً منها الطائفي والمذهبي والديني لتوظيفها تأجيجاً وتصعيداً عبر المواقف والخطابات التي تلهب حماسة المناصرين والطائفة والمذهب على حساب الوطن والمناخ السياسي العام في البلاد». واعتبر «ان الحساب يجب أن يكون باتجاه هؤلاء القادة والقوى السياسية التي تترعرع وتعيش على هذه الوظيفة، في غياب البعد التنفيذي العملي لممارسة الديموقراطية التي ينص عليها نظامنا ودستورنا لحسم القضايا الخلافية الكبرى عبر استئثار تلك القيادات بالقرار والإجراءات ميدانياً من خلال مؤسساتها واتباعها وادواتها، تظهر الحاجة الملحة لتدخل للعقلاء والمرجعيات الحاضنة والضامنة للدستور وللنظام وعلى رأسها رئيس الجمهورية بما يحتل من إجماع لبناني تجلى في خلال العديد من المواقف الوطنية الجامعة التي حرص على أدائها وإعلانها والعمل بها». وأكد «ان رئيس الجمهورية، من موقعه المرجعي والبعيد من التحزب والانحياز الى هذا الفريق السياسي أو ذاك أو هذا المنحى الفئوي او ذاك، مطالب بالعمل المتواصل لتصويب المسار، وتوضيح الصورة عبر مزيد من التحرك داخلياً وخارجياً لتفويت الفرصة على المصطادين بالماء العكر».