الملك عبدالله : لا لثقافة الغلط
التاريخ
2006-12-04التاريخ الهجرى
14271113المؤلف
الخلاصة
بدر بن أحمد كريِّم الملك عبدالله : لا لثقافة الغَلَط الغَلَطُ لغةً: «أن تعيا بالشيء فلا تعرف وجه الصواب فيه». وقيل أيضاً: «الغلط كل شيء يعيا الإنسان عن جهة صوابه من غير تعمُّد». ولعلّ هذا المفهوم هو ما عناه خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) عندما رجا المواطنين «المعذرة مما حصل منّا من بعض الغلطات» (27 شوال 1427هـ)، كما رجاهم أن يسامحوه عليها، في الوقت الذي لا يبدو هذا الاعتذار عن الغلط من حُكّام في مجتمعات أخرى، بهذه البساطة الشديدة، لكنّ الناظر في جوهر الغلط يعني: البحث في كيفية تحدياته، والعمليات التي تتمكّن من معرفته، وتحديدها، حتى لا يترتب على الغلط انحرافات مجتمعية، تؤدي إلى إساءة العلاقة بين المواطن والدولة، وبالتالي فإن انتقادات الغلط مبنية عادة على رد فعل المجتمع إزاءه، ومن هنا وجّه المليك رسالة للذين اعتادوا على المكابرة عندما يغلطون، بضرورة الاعتراف آفاق كلام الملك عبدالله عن الغلط استمرار لمنهج الإصلاح بالغلط، لأنه ليس هناك إنسان لا يغلط، ولا يوجد مجتمع بشري على وجه هذه الأرض لا يغلط أفراده. ولقد أدرك أكثرية الناس في المجتمع السعودي بحسهم النقي، أن آفاق كلام الملك عبدالله عن الغلط، استمرار لمنهج الإصلاح والتطوير السياسي والاجتماعي، وليس انجراراً وراء شعارات برّاقة، فالغلط ليس كتلة ثابتة لا يعتريها التغيير، والحذف، والإلغاء، ولكنّ الإقرار بسلبياته على الساحتين: الاجتماعية والسياسية، يعني فرز الغلط، وتفكيكه، وعدم الاحتكاك به، حتى لا يكون ميداناً لتبادل الاتهامات في المجتمع، جراء الصورة الذهنية السلبية التي يرسمها الغلط في أذهان بعض الناس. أدرك الملك عبدالله «الغلط» بعينين بصيرتين مُبصرتين، وأحس بأخطاره وعيوبه على النسق الاجتماعي السعودي، وابتعد عن التعقيبات الحماسية والخطابية على «الغلط» وبلور رؤية جديدة لتتجاوزه، مُحذراً من مكامن الخلل والاضطراب فيه، طارحاً ثقافة البعد عن الغلط للتشريح الاجتماعي، بغية تحقيق التفاعل الحياتي مع المجتمع، والاستمرار في إنشاء علاقات سوية بين الدولة والمواطن، تستلزم التوافق بينهما، وتتطلب واجبات منهما، غير مشوبة بأيِّ عيب يفسدها، وحتى لا تتعرض لعوارض تجعلها تبتعد عن الغرض الذي قصدته فعلاً وهو: الاعتراف بالغلط، ونبذه، والبحث عن مخرج له، يؤكد البُعدين: الاجتماعي والقانوني لمفهوم الدولة والمواطن في حالة حدوث «الغلط». مقاومة «ثقافة الغلط» جزء من كينونة الإنسان في إنائه المجتمعي، وقياسها يمكن أن يأخذ شكلاً رقمياً في سُلَّم اهتمامات وأوليات وسائل الإعلام السعودية، فلقد فتح الملك عبدالله الطريق أمام وقف زحف «ثقافة الغلـــط»، ولذلـك فإنّ قراء الصحـــف، ومستمعـــي المذيــاع، ومشاهدي الرائي (التلفاز) في حاجة إلى تنفيذ برامج منتظمة، لكشف ومعرفة «الغلط» والرجوع عنه، وعدم التمادي فيه، وأكثر الفئات الاجتماعية حاجة لمعرفة «الغلط» هي: الأسرة، أما أغنى الناس فهُم أولئك الذين يبحثون بمصباح عن «الغلط» فلا يتسلّقون شجرته. فاكس: 014543856 badrkerrayem@hotmail.com
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
750678النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14709المؤلف
بدر بن أحمد كريمتاريخ النشر
20061204الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية