خلال استقباله وولي العهد شخصيات إسلامية في الحفل السنوي .. المليك مخاطبا الأمة : لو حققنا الوحدة والمساواة والشورى والهوية والتراحم لكان للأمة المستقبل الذي ترجوه

Abstract

طالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، المسلمين في بلدان العالم قاطبة، بالاستفادة من الدروس التي يرونها في حج كل عام، مستفيدين من مناظر الجموع الحاشدة وهي تؤدي طقوسها بكل طمأنينة. وقال في كلمة أثناء حفل الاستقبال السنوي لعدد من الشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج في منى أمس، اسمحوا لي أن أشارككم في هذا اليوم المشهود، بعض الأفكار التي استوحيتها من رؤية الجموع الحاشدة، وهي تقف بخشوع في الصعيد الطاهر ملبية نداء الرحمن، إن الفكرة الأولى التي تمر بذهن كل من يرى منظر الحجيج المهيب، هي أن الوحدة مفتاح التقدم.. ولو أن الوحدة التي تتجلى أيام الحج، الوحدة التي تذوب أمامها الأجناس والألوان، تجلت في تصرفات المسلمين اليومية مع بعضهم البعض، لكانت حالنا غير هذه الحال. وأضاف أن الفكرة الثانية التي استلهمها تتعلق بالمساواة، إذ إن الجميع في الحج يشهد كيف يقف الجميع أمام الله، لا فرق بين حاكم ومحكوم، وغني وفقير، وضعيف وقوي، مشيراً إلى أن هذه المساواة التي نادى بها الإسلام، كانت النهج الدائم في المجتمعات الإسلامية، لتخلصت الأمة من أمراض الفقر والقهر والاستبداد. كما أشار الملك إلى أن الفكرة التي تتعلق بمبدأ الشورى، وكيف أن التواصل في أيام الحج بين المسلمين باختلاف جنسياتهم ومذاهبهم، وما يتبعه من تشاور وحوار، يجب أن يكون النهج الدائم للأمة، لا في موسم الحج فقط، بل في كل يوم من أيام السنة. وأكد أن الفكرة التي تتعلق بالرابطة الإيمانية القوية التي تشد هذه الأمة إلى تاريخها المشرق المضيء، من سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، هي الهوية الحقيقية للأمة الإسلامية، مشيراً إلى أنها لا تستطيع التخلي عن هويتها، إلا إذا تخلت عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها. مضيفاً أن مبدأ التراحم الذي يتجلى في هذه الأيام، في رؤية الأغنياء ينحرون الضحايا ليطعموا الفقراء، والابن حاملاً أمه أو أباه على ظهره، وجو المحبة يلف القلوب والأرواح، مشيراً إلى أنه لو كان موجوداً في مسلك المسلمين اليومي في التعامل مع إخوة الإيمان، لما أصبحوا فريسة الفرقة والنزاع والشتات. وطالب الملك في نهاية كلمته باستشعار معاني الوحدة والمساواة والشورى والهوية والتراحم، التي تمثل مبادئ وتعاليم الإسلام السامية، وتتجسد في فريضة الحج، مشيراً إلى أنها كفيلة ببعث القوى الإيمانية الكامنة....