من دلائل ( القوة ) .. في ذكرى ( الوطن ) المجيدة .. ؟!!
التاريخ
24-9-2006التاريخ الهجرى
14270901المؤلف
الخلاصة
من دلائل (القوة).. في ذكرى (الوطن) المجيدة..؟!! حمّاد بن حامد السالمي * هذه هي الذكرى الثانية لليوم الوطني لهذه البلاد، التي نشعر فيها أن لنا مثل بقية شعوب العالم، يوماً من كل عام، نفرح فيه، ونحتفل به، ونفتخر بكل ما تحقق لنا من إنجازات، وما توفر لنا من طموحات، على يد مؤسس هذا الكيان الكبير، وموحد شمله، الملك (عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود)، رحمه الله. فالشكر لله؛ ثم لخادم الحرمين الشريفين، الملك (عبدالله بن عبدالعزيز)، الذي قرّب إلينا، ما كان بالأمس مُغرَّباً. * نعيش ذكرى اليوم الوطني من جديد، ونحن حقيقة، أكثر قرباً من بعضنا، وأكثر التصاقاً بالأرض الطيبة، وبعَلَمها الخفّاق، وبشعارها البرّاق، فهذا هو الشعور الحقيقي الصادق، بالنصر المؤزر في معركتنا الوطنية، ضد الجهل والتخلف والتفكك والتغريب، فهي المعركة التي خضناها فيما بعد، مع التكفير والتفجير والإرهاب، فكانت معاركنا طيلة عقود مضت، مع ثقافة ظلامية سوداء، تعيد إنتاج نفسها، والظهور على السطح، كلما سنحت لها فرصة مواتية، لتجعل من أبناء الوطن الواحد، غرباء عن بعضهم، وبعداء عن أرضهم، وأعداء لأنفسهم. * ستة وسبعون عاماً تمر، على ذكرى تسمية المملكة العربية السعودية في 1351هـ، الموافق لعام 1932م، وفي اليوم الأول من برج الميزان، ففي هذا اليوم المجيد، سجل التاريخ المعاصر، ولادة كيان جديد كبير هو (المملكة العربية السعودية)، دولة عربية إسلامية شرق أوسطية، لها عاصمتها السياسية، ولها عَلَمها الوطني المميز، وشعارها الذي يجسد جوانب وحدتها، بعد بطولات وتضحيات، خاضها وقادها فارس من قلب هذه الدولة الفتية، هو الملك عبد العزيز -رحمه الله-، فقد قضى أكثر من ثلث قرن، لا يخرج من معركة، حتى يدخل في أخرى، ولا يفتح مدينة أو بلدة، حتى تسلّم له مدن وبلدات غيرها. * ليس المجال هنا في مقال في مناسبة كهذه، لحصر وتعداد منجزات الملك عبد العزيز -رحمه الله-، وما قدمه من أعمال جليلة لكافة أبناء شعبه، في فترة قصيرة أعقبت فراغه من خوض المعارك، وتشكيل ورسم الجغرافية السياسية والوطنية لدولته القادمة، وإنما للوقوف مجدداً، عند بعض من دلائل القوة التي ميزت الموحد - رحمه الله-، وميزت دولته الجديدة في قلب العالم، فقد أصبح بعد استعادة الرياض وما حولها، سلطان نجد وملحقاتها، ثم لما اتجه إلى الأحساء والحجاز وعسير والشمال وتمكن منها جميعاً، ملك الحجاز ونجد وملحقاتها، ثم جاء يوم التتويج، تتويج الملك والمملكة، فقد أصبح -رحمه الله- بعد ذلك، ملكاً للدولة الجديدة: (المملكة العربية السعودية)، فكان يوم التتويج، هو اليوم الوطني، الذي جسّد وحدتنا، وأظهر كمال قوتنا، كدولة وشعب بين كافة دول العالم. * إن أعظم دلالة قوة، تتجلّى في مثل هذه الذكرى المجيدة، هي قوة الزعامة في شخص الملك بعد العزيز -رحمه الله-، فقد قضى حياته كلها بين مقاتل ومفاوض ومشرّع ومصلح، حتى وافاه الأجل المحتوم -رحمه الله-. * ثم تتجلى قوة أخرى عظيمة، هي نتاج لقوة الزعامة في شخص المؤسس، ومحصلة لجهاده الطويل، إنها قوة توحيد الكيانات الصغيرة الضعيفة المتناحرة، في كيان واحد قوي متماسك، أعلن عن نفسه بالقوة نفسها، في اليوم الأول من الميزان عام 1351هـ. فاستحق هذا اليوم التاريخي بجدارة، أن يكون فاصلاً بين كل عام والذي يليه، ويوماً وطنياً تتربّى عليه الأجيال جيلاً بعد جيل. * هناك فواصل من القوة في الدولة السعودية في الفترة من 1351هـ إلى 1373هـ، لها دلالاتها ومؤشراتها التي لا يُستهان بها، فهذه الفترة التي لم تتجاوز الـ(22 عاماً)، وإن كانت قليلة في عمر الدول، إلا أنها شهدت متغيرات كثيرة في الحياة العامة كافة، لم تكن لتتم، لولا حكمة المؤسس، وشجاعته، وبُعد نظره، وتميزت كذلك، بالتشريعات والتنظيمات، التي رسخت أسس المجتمع المتحضر، ووضعت الدولة أمام مسؤولياتها الحتمية في مواكبة المستجدات العلمية والتقنية، عن طريق نشر وتعميم التعليم، وربط أجزاء الوطن بالمواصلات، ودعم الزراعة والصناعة، والاستفادة من المخزون النفطي، وتوطين المخترعات العلمية، والانفتاح على كافة الثقافات العالمية. * إنه لو لم يكن لهذا القائد المؤسس من فضل على هذه البلاد وأهلها، إلا توطين البدو، وإرساء قواعد الأمن، والقضاء على ثقافة الغزو والنهب والسرقة، والانفتاح على العالم المتحضر حوله، بروح التحديث والتطوير، لكفانا فخراً به وبما حقق من منجزات، خاصة وأنه -رحمه الله-، لم يخض المعارك من أجل السيطرة والنفوذ، أو فرض الأتاوات على الخصوم، وإنما من أجل القضاء على دويلات وزعامات، كان يضعف بعضها بعضاً، ويذهب الناس في حروبها حطباً، وسط قبائل وشرائح لم تعرف في حياتها التمدّن والاستقرار والعِلم والعمل، وكانت ولاءاتها موزعة، على أكثر من مستقطب هنا وهناك. * هناك دلالة على أهمية وقوة المكاسب الوطنية التي تحققت على
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
752293النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12414الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخير الدين الزركلي
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةاليوم الوطني
المؤلف
حماد بن حامد السالميتاريخ النشر
20060924الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر