الملك عبدالله يرسم خارطة طريق الأمة
الخلاصة
بقدر ما يمر بالعالم الإسلامي من مشكلات اليوم، تأتي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملقاة نيابة عنه أمس من قبل أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في افتتاح مؤتمر العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول؛ لتتوازى مع حجم تلك المشكلات عبر تشخيص دقيق باحث عن الحلول الصحيحة، المتماهية مع العصر، الواعية بكل التحولات، والراصدة لكل الأخطار والتحديات. انطلق خادم الحرمين في كلمته من مبدأ صادق بعيد عن الشعارات البراقة التي طالما لامست قشور القضايا، ولم تدخل إلى لبها، فخلفت شعوبا محبطة جاهلة بالقيم الصحيحة للدين، وحكومات ضعيفة لا تستطيع مواجهة تحديات المرحلة. كلمة الملك عبدالله هي بمثابة ميثاق وخارطة طريق متقنة، نحو التقدم للعالم الأول، لأن العائق داخلي، ما أن ينتفي حتى يسير المسلمون قدما نحو الحضارة، وكل ما من شأنه رفعة الأمة وعصريتها، مع الحفاظ على أصالتها المستمدة من شريعتها الغراء. وحين يشدد الملك على تبني برنامج فاعل للتثقيف والتوعية بما في الإسلام من حلول للتحديات والمشكلات المستجدة يركز على أسباب تحقيق وحدة الأمة، ويحذر من مخاطر الفرقة على كيانها ويعمل على تفعيل الإصلاح والتنمية على أساس صحيح الإسلام، ويحمي الأجيال الشابة من الجنوح؛ فإنه ينيط بعلماء الأمة الإسلامية وقادة فكرها، مهمة أهملت قرونا لأسباب كثيرة على رأسها هشاشة المساعي ووقوفها على أرضيات غير صلبة. وهو ما جعل الملك يصف موضوع المؤتمر المشكلات والحلول بـالأمر الجلل، تأكيدا منه على عظم مسؤولية حل مشكلات المسلمين انطلاقا من واقع الشريعة القائم على الوسطية والاعتدال، والنظر في مجريات الأحداث في بعض دول الإسلام، ليكرر التأكيد وإنها لمسؤولية جسيمة وأنتم أهل لها، تواجهون فيها محاولات تفريق الشعوب الإسلامية وتفكيك وحدة الأمة ورفع شعارات الطائفية والمذهبية. الملك عبدالله، وهو يشير إلى النظرة الفاحصة المدققة لما يجري من أحداث في بعض بلدان العالم الإسلامي بسبب الجهل بصحيح الدين وتفرده بتحقيق الإصلاح وتقديم الحلول للمشكلات كافة، ويحمل قادة الفكر السديد مهمة التصحيح؛ فهو بذلك يشخص المشكل بجلاء، وأن الإسلام دين عدل وإصلاح، لا جور فيه إن طبق بالشكل الصحيح. وحين توصف كلمة الملك بخارطة طريق وميثاق أمة فإن هذا الوصف لا ينأى عن الحقيقة قيد أنملة وهو يجدد دعوته للنخبة المجتمعة لتحقيق الهدف والحلول عبر علاج مشكلة الجهل بالإسلام، من خلال التعريف بصحيح منهجه، لاسيما للأجيال الشابة. إضافة إلى تطبيق وسطية الإسلام العظيمة في مجالات الحياة كافة، ووضع الآليات العملية الكفيلة بتحقيق وحدة الصف الإسلامي، ونبذ الفرقة والطائفية المغرضة، والتوجهات الحزبية الضيقة، المشتتة لصفوف المسلمين. فضلا عن تفعيل العمل المشترك والتواصل بين قادة الأمة وعلمائها، وأهل الرأي فيها، والتعاون في علاج المشكلات وتحقيق الإصلاح بالرؤى والحلول الإسلامية.
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
758999النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
3950الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الهيئات
رابطة العالم الاسلامىتاريخ النشر
20110724الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية