أبي... كنت حاضراً يوم رحيلك
الخلاصة
أبي... كنت حاضراً يوم رحيلك الساعة تدق مؤذنة برحيل رجل من طراز فريد، رجل بذل كل غال ونفيس في سبيل آخرته، لم تأت عليه ساعة بل دقيقة دون ذكر الله، ذكر من يعلم علم اليقين بأن الدنيا ما هي إلا ممر، وأن الآخرة هي دار المقر. في بداية الساعة الأولى من صباح يوم الاثنين الرابع من شهر ربيع الأول 1432هـ كان أبي على موعد مع ربه حيث جاء ملك الموت وقطف روحه الطاهرة بكل راحة وهدوء، جاء ملك الموت وهو المرسل من أرحم الراحمين لأبي الذي كان وحتى اللحظات الأخيرة من حياته ذاكراً مسبحاً لله. رحل أبي عن عمر بلغ قرناً من الزمن، قضاه في عبادة وصلة وأمر بمعروف ونهى عن منكر.. قضاه في ملازمة شبه دائمة لكتاب الله وإقامة في بيت من بيوت الله، كان رحمه الله من أكثر الناس بقاء في مسجده ومداومة على ذكره. أتذكر أن أحد العلماء الفضلاء سأله يوماً كيف يا أبا إبراهيم تصبر على هذه الساعات داخل المسجد ونحن من يتضجر إذا تأخر الإمام؟ فكان رده - رحمه الله- إن أنسي الحقيقي إذا دخلت المسجد، والدنيا مزرعة للآخرة فيجب أن نجتهد ما دمنا قادرين على الزرع المنبت، ولنا في الراحلين عبرة. وكأنه القائل: كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاه مجال الريح بعدك والقبر لم يغتر يوماً بصحة ولا بمال ولا ولد، ولم تلهه دنيا عن دين، ولم يتألم من مرض قط فكل ما حل به ألم شكر....
الرابط
أبي... كنت حاضراً يوم رحيلكالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
758039النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
14019الشخصيات
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودعبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
القصيم (السعودية) - الادارة العامةالمجتمع السعودي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
تاريخ النشر
20110215الدول - الاماكن
السعوديةالقصيم - السعودية