الحريري من طرابلس: طرحُنا ليس مستحيلاً وواهم من يعتقد أنه يستطيع إلغاءنا سياسياً

Abstract

الحريري من طرابلس: طرحُنا ليس مستحيلاً وواهم من يعتقد أنه يستطيع إلغاءنا سياسياً بيروت - «الحياة» :الحريري مصافحاً رجال الدين (دالاتي ونهرا).jpgرد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري على منتقدي المواقف التي طرحتها قوى 14 آذار في تجمعها الأحد الماضي والمتعلقة برفض السلاح الذي يستخدم في الداخل والتمسك بسلاح الشرعية، ولا سيما على النائب وليد جنبلاط من دون أن يسميه، وقال من طرابلس محطته الأولى في جولة على المناطق لشكر المواطنين على «دعمهم مسيرة السيادة والاستقلال»: «أن طرحنا قيام مشروع الدولة وأن تكون الدولة هي المسؤولة عن السلاح وقرار السلم والحرب والحفاظ على امن المواطنين واستقرارهم، ليس طرحاً مستحيلاً كما يصوره بعضهم وليس شعاراً نتغنى به وإنما هو خطة سنعمل ما في وسعنا لتحقيقها لمصلحة الوطن ومستقبل كل اللبنانيين».والتقى الحريري امس، في مقر إقامته في فندق «الكواليتي إن» فاعليات ومخاتير من منطقة الكورة وباب التبانة في حضور النواب سمير الجسر وقاسم عبدالعزيز ومحمد كبارة وبدر ونوس والنائب السابق مصطفى علوش، ثم المجالس البلدية في طرابلس والميناء والقلمون والبداوي. وقال أمام الوفود: «الكل يعرف التضحيات التي قدمناها خلال السنوات الست الماضية في سبيل الحفاظ على الوحدة الوطنية والنهوض بالوطن نحو الأفضل، وكنت صادقا وأميناً في مفاوضاتي مع الأطراف الآخرين من اجل الوصول إلى هدف تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والحقيقية بين كل اللبنانيين في مؤتمر المصالحة والمسامحة الذي كنا نعمل على انعقاده برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض، لأنه ليس منطقياً أن تنتهي الحرب الأهلية منذ عشرين سنة ولا يزال بعض الأطراف السياسيين ومن يمثلونهم متخاصمين ويقاطعون بعضهم بعضاً في اكثر من منطقة لبنانية».وأضاف قائلاً: «لم نكن نفاوض من موقع ضعيف كما يعتقد بعضهم، بل كنا نفاوض من موقع قوة التأييد الشعبي الذي منحنا ثقته في الانتخابات النيابية الأخيرة لحل الأزمة السياسية القائمة في البلد وليس لأي هدف آخر. وإذا اعتقد البعض انه من خلال إسقاط الحكومة والضغط بقوة السلاح على بعض القوى السياسية لتبديل موازين القوى لمصلحته باستطاعته تهميشنا أو إلغاءنا سياسياً فإنه واهم كل الوهم، لأن أي استقواء بالسلاح لن يفيد في تخويف أو ترهيب الناس كما تأكد الجميع من خلال الحشد الشعبي الواسع الذي شهده وسط بيروت الأحد الماضي».وعاهد الحريري الحضور «على استكمال مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مسيرة تطوير وتحديث الدولة والمجتمع وتنمية المواطن، مسيرة العبور إلى الدولة والنظام الديموقراطي الصحيح».والتقى الحريري لاحقاً مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار على رأس وفد من علماء الدين والمشايخ ومدرّسات التربية الإسلامية. وشدد على ان «مشروع الدولة الوحيد الذي يمكن ان يظلل جميع اللبنانيين بالتساوي في ما بينهم من دون تفرقة أو تمييز». وقال: «بعضهم يسأل لماذا رفع سعد الحريري فجأة خطابه السياسي على هذا النحو. نحن ليس لدينا مشكلة مع أي شخص، المشكلة مشكلة لبنان مع الاستقواء بالسلاح وفي استخدام هذا السلاح في الضغط على الحياة السياسية».وقال: «قمت بما يمليه علي ضميري وواجبي الوطني لحل الأزمة السياسية القائمة، فزرت سورية وإيران والتقيت بكل القيادات السياسية من دون استثناء ولم أترك شيئاً إلا وفعلته في سبيل هذا الهدف، حتى وصل الأمر ببعضكم الى التساؤل عن جدوى التنازلات التي أقدمها وإلى أين سأصل بذلك؟ وبالفعل كنت أدرك أنني أخسر سياسياً وشعبياً وتحملت ما لا يحتمل وأخذت الأمور بصدري، ولكن عندما يصل الأمر الى حد محاولة إلغائي سياسياً فأنا لن أسمح لأحد أن يفعل ذلك».وذكر بأنه قال «بعد الاستشارات الأولى من خلال بيان واضح وصريح ان ما قبل الاستشارات شيء وما بعدها شيء آخر، ومحاولة عقد مؤتمر للمصالحة والمسامحة بين مختلف الأطراف اللبنانية برعاية سعودية لم يكن يتعلق بالمحكمة بل باستيعاب تداعيات القرار الاتهامي لأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز والقيادة السعودية يعرفان انه لا يمكن إلغاء المحكمة الا من خلال قرار لمجلس الأمن وأن المحكمة ستستمر في عملها، لكن المتضررين عطلوا هذا المؤتمر لأنهم لا يريدون للبنانيين ان يتصالحوا في ما بينهم انطلاقاً من مبدأ فرق تسد». وقال: «كان بإمكاني أن أبقى في السلطة وأتخلى عن حلفائي كما كان يطمح بعضهم ولكني لا أتخلى عن الأوفياء الذين وقفوا إلى جانبي ولا عن كرامة لبنان وسيادته واستقلاله، وهذا الموضوع بالنسبة الي غير قابل للتفاوض».