نحو حرية مسئولة

Abstract

نحو حرية مسئولةأنس زاهدأكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في مستهل خطابه الذي افتتح به أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، على أهمية الحوار مشيرا إلى أن مبدأ الشورى نفسه هو مخاض للمنهج القائم على الحوار.لقد كان في تأكيد خادم الحرمين الشريفين على أهمية الحوار رد على كل المزايدين الذين يرون في الرأي الآخر مشروع خيانة أو بوادر تمرد أو قرائن تدل على نقص الولاء.في نفس الوقت فقد حذر خادم الحرمين الشريفين من استخدام الكلمة كأداة لتصفية الحسابات والغمز واللمز وإطلاق الاتهامات جزافا . لقد قالها خادم الحرمين صريحة : إنه إذا تم استخدام الكلمة كأداة لتحقيق هذه الأغراض فإن الكلمة ستصبح: ((معول هدم لا يستفيد منه إلا الشامتون بأمتنا)).ثم استطرد خادم الحرمين الشريفين مؤكدا للمرة الثانية على أهمية مبدأ الحوار وضرورة توفير المناخ المناسب لوجود وتفاعل الرأي والرأي الآخر: ((وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء، لذلك أطلب من الجميع أن يتقوا الله في أقوالهم وأعمالهم، وأن يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وإدراك، وأن لا يكونوا عبئاً على دينهم ووطنهم وأهلهم)).إن استهلال كلمة خادم الحرمين بالتأكيد على مبدأ الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر يحمل كل صاحب قلم المسئولية أكثر مما يعطيه امتيازا كما قد يظن البعض. هذه المسئولية التي سيسألنا عنها الله جل وعلا هي عهد ضريبة حرية الرأي الذي نعيشه الآن.لا يمكن للمرء أن يكون حرا دون أن يكون مسئولا.