رقابة الحب

Abstract

رقابة الحب محمد اليامي في افتتاح مؤتمر «يوروموني» بالتعاون مع وزارة المال في الرياض أمس قال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الاوسط في مؤسسة «اليوروموني» ريتشارد بانكس في كلمته الافتتاحية: «إن الناس في هذه البلاد يحبون ملكهم كما يحبهم هو»، في مطلع كلمته للحديث عن المملكة قياساً بغيرها من الدول.التفت من بجواري في المؤتمر وقد كنا تبادلنا أحاديث المجاملة المعتادة وبادرني: «هل صحيح أن الملك كان يتابع مشروع بناء الجامعة الجديدة من منزله ومكتبه عبر شبكة كاميرات؟» فأجبته أن هذا ما أعلنه وزير المال في حفلة الافتتاح، وهو لم يحدد إذا كان خادم الحرمين تابع من المنزل أو المكتب لكنه بالتأكيد أمر بوضع مجموعة من الكاميرات ليتابع المشروع الحلم على مدار الساعة.هز الصديق الآسيوي رأسه إعجاباً وقال بإنكليزية لطيفة: «إنه بالفعل ملك مختلف»، فأجبته فرحاً هامساً: «انه كذلك.. وأكثر قليلاً».عندما يضع رأس القيادة السعودية اهتمامه الشخصي على مدار الساعة بأحد المشاريع، وهو لديه من مشاريع الإصلاح داخلياً وخارجياً ما الله به عليم، ولديه هموم تعلق آمال ملايين البشر حول العالم بالمقدسات التي يخدم، وبالمشاعر التي يطور، وبالنقلات النوعية في معيشة الناس، لا بد من أن يلفت ذلك النظر، ولا سيما أن ما أنجز في نحو العامين ونيف، كان ينجز في معدلات الأداء المعروفة محلياً في ضعف هذه المدة غالباً.الأمر لا يثير فقط مزيداً من الحب والولاء للقائد، لكن أحسبه حافزاً وقدوة لمسؤولين تنفيذيين على رأس جهات أو وزارات لديها أيضاً مشاريع تتماسّ ومعيشة الناس وتطور أساليب حياتهم، وأحسب أن هذه الكاميرات هديته الإدارية الجديدة لهم، فلو وضعوا مثلها على بعض المشاريع، وتابعوها من مكاتبهم، أو إذا سنحت لهم تقنيات أخرى من سياراتهم وطائراتهم، فإني أثق بأننا سنتسلم مشاريع كثيرة في وقتها المحدد وبجودة أعلى.في كل تقدمة تنموية من الملك عبدالله للوطن والمواطنين درس جديد، ينضم إلى دروس الحب، التواضع، المتابعة، الدقة، تقليص الهدر، تفعيل الجودة، القيمة المضافة، الخبرة التي اكتسبها من خدم وطنه وشعبه عقوداً من الزمن.ارتبطت الكاميرات بالرقابة، وهي بالفعل رقابة، لكن روحها روح متابعة وحرص، وهدفها تنمية الحس الايجابي لدى المنفذين، والاستفادة من التقنية واستثمار الوقت، وربما إبداء الملاحظات والمرئيات، بل وحتى تلافي او استدراك بعض الجزئيات.إنها....