لا بلدية إلا البلدي
التاريخ
2006-11-11التاريخ الهجرى
14271020المؤلف
الخلاصة
لا بلدية إلا البلدي د. مشاري عبدالله النعيم (1) قد يحق لي ان ابدأ مقالي هذا باقتراح اجده المخرج الوحيد الذي يمكن أن يجعل للمجالس البلدية قيمة في المستقبل إذ ان وجود بلدية و مجلس بلدي في نفس الوقت يعني بشكل أوبآخر تضاربا حادا في الصلاحيات، وازدواجية في العمل لا معنى لها، وبالتأكيد أن لا امل للمجلس البلدي كي يقوم بدوره (إذا كان له دور واضح اصلا) في ظل وجود البلدية بصلاحياتها الرسمية وقوتها المباشرة في التأثير على مصالح الناس، التنافس هنا محسوم سلفا لصالح البلدية وهو الامر الذي يجعلنا نقول كأنك يا ابو زيد ما غزيت . واقتراحي هذا لا يعني بأن نلغي البلدية كمؤسسة ولكن يجب أن يكون المجلس البلدي هو المسؤول عن إدارة البلدية (أي يندمجان في مؤسسة واحدة تكون فيها الادارة منتخبة والجهاز التنفيذي والرقابي معين)، بل ويجب ان يكون رئيس البلدية أو امين امانة المنطقة منتخب (على حد قول احد اعضاء احد المجالس البلدية) وفي اعتقادي ان هذا الحل هو الذي سيجعل المجلس البلدي مؤسسة لها قيمتها، لأن الامر لو استمر بهذه الطريقة فإن هذه المجالس التي قامت الدنيا اثناء انتخاباتها و خمدت بعد ان تشكلت واصبحت واقعا معاشا لاتستطيع العمل في ظل هذه الضبابية و السيولة الادارية والاصطدام مباشرة بصلاحيات ديناصورات بلدية لهم مخالبهم المغروسة في جسد المجتمع. من سيقلم هذه المخالب ومن سيعيد للعمل البلدي قيمته إذا لم يكن المجلس البلدي الذي يمثل الناس. انني اناشد سمو وزير الشؤون البلدية والقروية أن يخطو هذه الخطوة بأن يجعل المجلس البلدي هو من يدير الامانات والبلديات والمجمعات القروية، وان ينتخب الرئيس من بين اعضاء المجلس المنتخبين وليس المعينين، فدون هذه الخطوة ستظل البلدية مؤسسة بيروقراطية غير فاعلة وستظل مصدرا يعيق التنمية ويؤخرها (والشواهد كثيرة ومريرة) وستظل المكان الذي يصنع للمجتمع متنفذين ليس لهم هم إلا مصالحهم الشخصية. ففي كثير من دول العالم رئيس البلدية لا يعين بل ينتخب، والمجلس البلدي هو الذي يدير المدينة، وفي حالتنا ربما نبدأ بأن نجعل الرئيس يتم اختياره من بين اعضاء المجلس البلدي المنتخبين وإن كنت اتمنى ان يكون منتخبا بشكل مباشر من قبل الناس بحيث يكون هناك انتخاب للمجلس البلدي ولرئيس البلدية الذي سيرأس المجلس البلدي وبذلك تصبح البلدية جزءا من الناس لا سيفا مسلطا عليهم. (2) يجب ان نقر ان المجلس البلدي مؤسسة ديموقراطية ويجب ان نفعله كي يكون بداية حقيقية للمشاركة المجتمعية في عملية اتخاذ القرار، فنحن نعيش هذا العصر الذي يجب ان يكون فيه لكل فرد من افراد المجتمع دور في بناء المستقبل، ولا اعتقد ان احدا سوف يكون سعيدا بأن يرى المجالس البلدية مجرد مؤسسات للفرفشة و السوالف دون عمل، وأنا اقول هذا بعد مرور مدة طويلة دون ان نسمع عن اي انجاز لأي مجلس بلدي سوى اجتماعات هنا وهناك ومطالبات للبلدية ومراجعة لبعض عملياتها الاجرائية وكلها ادوار باهتة لا تتناسب مع دور المجلس البلدي المرسوم في اذهاننا. لا اقول ان المجتمع مصاب بخيبة أمل في هذه المؤسسة لأن هذا اقل ما يمكن ان اصف به الوضع، لكن يظل هناك بصيص من امل، إذ يجب ان يعاد التفكير كليا في دور هذه المؤسسة وأن تكون الانتخابات القادمة هي انتخابات لمجلس ادارة البلدية ورئيسها وهذا ليس كثير على بلادنا ونحن نخطو هذه الخطوات الاصلاحية المعتدلة التي اكد على اهميتها الملك (حفظه الله) عندما اسس هيئة البيعة التي تعنى باختيار من سيقود الدولة على اسس تضمن الاستقرار والتطور في المستقبل. (3) انا من الذين يرون ان هيئة البيعة تفتح الباب واسعا لتعديل ديموقراطي يشمل كل المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، فنحن بحاجة لمثل هذه الشفافية والابتعاد عن الازدواجية التي تمثل احد اهم العوائق في عملنا الاداري والتنموي بشكل عام، فوجود مجلس بلدي وبلدية في نفس الوقت شيء غير مقبول إلا اذا كان المجلس البلدي هو المسؤول عن البلدية، اما الامر المضحك فهو ان يكون رئيس البلدية هو رئيس المجلس البلدي المنتخب ، فهذا ضد اي مبدأ ديموقراطي بل فيه تضارب للمصالح واضح إذ ان الحالة التي يعيشها المجلس البلدي في الوقت الحالي هو انه مجرد مؤسسة رقابية على ما تقوم به البلدية من عمل، وإذا ما قبلنا بهذا الدور الهزيل جدا، فكيف بربكم يكون رئيس البلدية هو رئيس المجلس البلدي ويراقب عمله في نفس الوقت. هذا يؤكد لي دائما اننا نتفنن في صنع المناطق الرمادية في ادارتنا بل ونتفنن في صنع الخطأ الذي يقود دائما إلى ضياع المسؤولية ويعطل التنمية الحقيقية. بالتأكيد نحن نتمنى ان يكون رئيس البلدية هو رئيس المجلس البلدي في حالة واحدة هي عندما يكون المجلس البلدي هو من يدير البلدية وعندما يكون الرئيس منتخبا من قبل الناس وهي امنية يجب ان نعمل جميعا على ت
الرابط
لا بلدية إلا البلديالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
769415النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14019المؤلف
مشاري بن عبدالله النعيمتاريخ النشر
20061111الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية