الجنادرية هذا العام.. تميز ونجاح وتجسيد لرؤية الملك

Abstract

الجنادرية هذا العام.. تميز ونجاح وتجسيد لرؤية الملك حمد بن عبدالله القاضي * نحن لسنا أمة طارئة على الثقافة. ولسنا مقطوعي الجذور.. بل نحن عمق تاريخي وتراثي وثقافي لأمة العرب والمسلمين والعالم من حولنا، وإذا كان «النفط» الذي أنعم الله به علينا هو الذي أبرز وجهنا الحضاري والثقافي أمام العالم، فنحن قبل النفط كان لنا تراثنا ومنجزنا وإرثنا الثقافي، وقد استطعنا توظيف النفط لسموق شجرة منظومتنا التنموية والحضارية وبين أهم مفرداتها: الثقافة والتراث.وهذه هي الرسالة التي أزعم أنها أهم رسالة حملها ونهض بمسؤولياتها «المهرجان الوطني للتراث والثقافة» على مدى ربع قرن من منطلق رؤية وبعد نظر قائد مسيرتنا الحضارية والثقافية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.مهرجان هذا العام حقق النجاح والتميز سواء بحضوره الكبير وتفاعل أبناء الوطن وأسرهم مع مناشطه.. لقد جاء تميزه بأولى مناشطه وهو: «سباق الهجن الشهير» الذي شارك فيه هذا العام 1000 مشارك، وبلغت قيمة جوائزه أكثر من مليوني ريال، وحظي بجماهير واسعة استمتعت بمشاهدة ومتابعة هذه الرياضة الأصيلة التي كان لهذا المهرجان الفضل ــ بعد الله ــ بترسيخها واستمرارها، ثم أعقب هذا السباق حفل الافتتاح الذي كان متميزا هذا العام بكلماته ومناشطه وتنظيمه الباهر الرائع.. ثم أعقب ذلك «أوبريت المهرجان» الذي حكى فعلا «وحدة الوطن» بكافة أطيافه وأطرافه ونسيج وحدته.وقد جسدت كلماته رؤية «الوطن للجميع»، كما قال خادم الحرمين الشريفين في خطابه الأخير في مجلس الشورى.. لقد قال الأوبريت لأبناء الوطن كلمات تفيض وطنية سري بها «ساري» إلى مفاصل نضال رجاله، وإلى شرايين أجياله قالت بأسلوب شعري أخاذ: إن هذا الوطن الذي بناه الأجداد بعزمهم ودمهم، فجسدوا وحدته علينا نحن خلفهم أن نحافظ عليه، ونحفظ الوفاء بالعطاء له والذود عن أمنه وتعميق الانتماء له، وأن نجسد حبنا له وحرصنا على وحدته بالعطاء والبذل كما فعل أسلافنا ليكون في زمالة مع أكثر الدول تقدما، وقد سعدت أن الأوبريت المقبل ربما تكتبه امرأة، كما أعلن الأمير متعب بن عبدالله، وقد فعلت هذه النظرة الواعية رئيسة اللجنة التراثية النسائية في المهرجان إقبال العرفج حيث ستلتقي 26 شاعرة لاختيار واحدة منها لكتابة المهرجان أو أية شاعرة سعودية قديرة من غيرهن، فكلنا بالانتماء لهذا الوطن رجالا ونساء ومبدعين ومبدعات على حد سواء. وثالث «تميزات» هذا المهرجان هذا العام تطوير قرية الجنادرية التراثية سواء بمرافقها الجديدة أو افتتاح مواقع بعض الجهات الحكومية، وسموق 800 نخلة شعار هذا الوطن على صحراء ترابها الأبهى، أما تفعيل الحوار بين حضارات العالم فقد كان الضيف هذا العام دولة فرنسا بكل ثقافتها وفنونها.أما آخر جديد المهرجان هذا العام فهو ما صرح به مدير عام المهرجان سعود الرومي حول امتداد مناشط هذا المهرجان خارج الرياض.. إلى مناطق مكة المكرمة والمنطقة الشرقية، لتفاعل واستفادة المواطنين والمواطنات هناك، وهذا ما طالبت به وغيري قبل سنوات وهاهو يتحقق هذا العام. وبعد:تحية لكل جهد ولكل يد ولكل فكر كان وراء تألق ونجاح هذا المهرجان هذا العام وعلى رأس هؤلاء الأمير «الديناميكي» متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ــ نائب رئيس اللجنة العليا ــ الذي رأينا ما وعدنا به على أرض الواقع مجسدا بهذا «التفردات» والإضافات الجديدة في مهرجان العام، وننتظر العام المقبل حيث سنفرح بجائزة الملك عبدالله للتراث والثقافة التي نتوق إلى أن تكون إضافة فاعلة لمناشط المهرجان، ولتكون أحد حوافز العناية بتراثنا وخدمة منجزنا الثقافي في مشهد الوطن المستشرف للغد تنمويا وثقافيا في تماه جميل وواثق بين ركائز الأصالة ومنطلقات المعاصرة. والتحية موصولة لنائب رئيس الحرس الوطني المساعد عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، الذي كان الساعد الأيمن للأمير متعب في التخطيط والتنظيم والعمل لهذا المهرجان، وأذكر عندما رأس ــ بنجاح ــ لجنة المشورة لمهرجان هذا العام حرصه وحماسه على سماع الآراء وحواره الواعي مع الأعضاء، مشيرا إلى رغبة القيادة الحكيمة ثم حرص الأمير متعب بن عبدالله على أن يكون النشاط الثقافي متميزا ولائقا بما وصلت إليه ثقافة هذا الوطن.ختاما: تحية لكل يد تبني ولكل عقل يفكر من أجل حب هذا الوطن والولاء الذي يتم بقدر ما نعطيه من جهدنا ومنجزنا، كما قال قائد مسيرتنا.* عضو مـجلس الشورى