اجتماع الرباعية .. وتحدي المرحلة الأهم

Abstract

كلمة اليوم اجتماع «الرباعية» .. وتحدي المرحلة الأهم هل تنجح اللجنة الرباعية للسلام التي التأمت أمس بالعاصمة المصرية القاهرة، في التوصل لخريطة سياسية واقتصادية، من خلال أجندة دولية، تتعاطى مع الوضع الفلسطيني المرتقب عقب اتفاق التوصل لحكومة وحدة وطنية فلسطينية؟ الإجابة، يجب ألا نستبق النتائج المنتظرة أو المتوقعة، لا لشيء إلا بعد التأكد من الرغبة الإسرائيلية في سلام حقيقي، تدعمه خطوات عملية على الأرض، لا مجرد إعلان نوايا، لا يتحقق منها أي شيء. العرب ومعهم الفلسطينيون، قدموا كل ما يمكن من خطوات حقيقية لوقف العنف في الشرق الأوسط، ولإحلال السلام العادل والذي يضمن لجميع الشعوب العيش في أمان، العرب قدموا الكثير من المبادرات الجادة، وآخرها مبادرة الملك عبد الله للسلام ـ حينما كان ولياً للعهد ـ وتبناها العرب بالإجماع.. لكن الدولة العبرية هي من أطاح بكل فرص السلام، وسعت بكل صفاقة لتطبيق أسلوب الأرض المحروقة سواء على الأرض الفلسطينية المحتلة، أو في لبنان، وارتكبت أبشع المجازر بحق المدنيين العزل. الدولة العبرية هي نفسها من وصف رئيس وزرائها السابق شارون الاتفاقات الموقعة مع العرب، بأنها لا تساوي الورق المكتوبة عليه، والدولة العبرية هي نفسها من عملت بمساعدة عواصم كبرى على تحدي العالم والقرارات الدولية والأمم المتحدة، بل كان الفيتو الأمريكي تحديداً هو الحصانة غير الأخلاقية لكل السلوكيات الإسرائيلية غير الأخلاقية أيضاً. تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ضربة للجهود العبرية في عرقلة التوصل لحل سياسي، ونعتقد أن التحدي الأكبر أمام اللجنة الرباعية، هو في الأساس محاولة حلحلة التصلب الإسرائيلي، وجر الدولة العبرية للالتزام باتفاقات أوسلو ونتائج مؤتمر مدريد، ولكل التفاهمات مع السلطة الفلسطينية، لا مجرد الضغط على الجانب الفلسطيني لانتزاع تنازلات جديدة دون مقابل. فهل تتمكن «الرباعية» من تحقيق مبادئ العدالة الدولية؟ وتؤكد ولو لمرة واحدة أن الالتزام الأخلاقي أهم بكثير من الانتهازية السياسية؟ نأمل ذلك!