التوجه السعودي إلى الصين والهند
الخلاصة
زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى كل من الصين والهند كأول زيارة خارجية له منذ اعتلائه العرش، تعتبر ضربة معلم لأن الصين تنمو بنسبة 9.9 في المائة عام 2005، ونمو متزايد للهند حيث يوجد أكثر من 300 مليون نسمة من ذوي الدخل المتوسط أي بعدد سكان أمريكا. والصين التي يزداد عدد سياراتها بنحو مليون سيارة في السنة حتى أصبحت تحتل المرتبة الثانية عالمياً (والتي كانت تحتلها اليابان) بعد الولايات المتحدة الأمريكية مما يعني أن المملكة العربية السعودية لا تحتاج إلى أمريكا والدول الغربية لبيع إنتاجها من النفط. ومما يؤكد سياسة الملك عبد الله بفتح أبواب الصين والهند وهي سياسة لصالح الوطن والمواطن، تخبط الرئيس الأمريكي جورج بوش، حيث أعلن في خطاب الأمة أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت خططا للاستغناء عن نفط الخليج بحيث يقل استيراد الولايات المتحدة الأمريكية من نفط الخليج بنسبة 75 في المائة في عام 2025م، وهذا غير ممكن لأن دول الخليج تملك 60 في المائة من احتياطي الزيت العالمي، ومما يزيد كفاءة إدارة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أنه تمت مناقشة زيادة التقارب ما بين الصين والمملكة بزيادة عدد مصافي تكرير النفط في الصين من قبل المملكة وإعطاء الصين مناطق امتياز للتنقيب عن الغاز في المملكة، كما اقترحت الحكومة السعودية على الهند توسعة التعاون ما بين البلدين عن طريق فتح الهند امتيازات للتنقيب عن الغاز واستثمار السعودية في مصافي نفط في الهند مما يخدم مصلحة المملكة وكل من الصين والهند كبلدين واعدين في الاقتصاد والقوة. وللعلم فإن احتياجات الهند فقط من النفط الخام ستتجاوز ستة ملايين برميل يومياً خلال السنوات العشرين المقبلة، وأرى أن هاتين الزيارتين لكل من الصين والهند وكذلك الباكستان وماليزيا رسالة قوية للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان فلنأخذ مثلاً الهند لديها جامعات من أفضل جامعات العالم. فالكليات مثل Indian Institute of Management وهي كليات متخصصة في إدارة الأعمال تمنح درجة الماجستير في إدارة الأعمال MBA، وهناك ست كليات في حيدر أباد في الهند من أفضل عشر كليات في الإدارة في العالم حتى أن كلية الإدارة في جامعة هارفارد وهي أشهر كلية في الإدارة في العالم في إدارة الأعمال ترشح لعمادتها أحد خريجي كليات الإدارة IIM في حيدر أباد وتعتبر الفرص قوية جداً لهذا المرشح ليكون عميداً لكلية الإدارة في جامعة هارفارد الأمريكية الشهيرة. لذا فعلينا أن ننظر إلى سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أنها سياسة حكيمة وأن بداية زيارته للدول الآسيوية وعلى رأسها الصين والهند لم تأت من عبث ولكن أتت من رؤية عميقة مستقبلية لما ستكون عليه علاقة المملكة مع بلدان العالم، لذا أرى أنه بدأ الآن دور المملكة القيادي في التأثير في السياسة العالمية لما للمملكة من ثقل بفضل من الله ثم الاحتياطيات الكبيرة من الزيت الخام وسنرى في المستقبل بمشيئة الله سياسات حكيمة لخادم الحرمين الشريفين وحكومته ستنصب نتائجها في صالح الوطن والمواطن.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
777125النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
4523الموضوعات
التنمية الاقتصاديةالعلاقات الاقتصادية
تاريخ النشر
20060228الدول - الاماكن
السعوديةالصين
الهند
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
بكين - الصين
نيودلهي - الهند
واشنطن - الولايات المتحدة