لبنان أولوية سعودية

Abstract

لبنان أولوية سعودية الاهتمام السعودي بلبنان ووحدته وأمنه واستقراره ليس وليد الساعة، واتفاق الطائف الذي وضع النهاية لحرب أهلية شرسة استمرت عقدًا ونصف ليس إلا أحد مظاهر هذا الاهتمام الذي يضرب في جذوره إلى عهد القائد المؤسس الملك عبد العزيز – يرحمه الله، لذا فلم يكن من المستغرب أن يسارع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإرسال الأمين العام لمجلس الأمن الوطني سمو الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز للاليزيه لمقابلة الرئيس الفرنسي جاك شيراك للتباحث والتشاور حول تطورات الوضع في لبنان في ضوء جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل التي نفذتها نفس الأيدي الآثمة التي اغتالت من قبل رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري وفليحان وحاوي وقصير وتويني ضمن محاولاتها اليائسة لإعادة لبنان إلى حقبة الحرب الأهلية بكل ما جرته تلك الحرب من ويلات شملت الشعب اللبناني بأسره. التشاور الوثيق والتنسيق المستمر بين الرياض وباريس في كافة القضايا التي تهم البلدين –والذي تعتبر المكالمة الهاتفية التي جرت بين المليك والرئيس شيراك الجمعة الماضية وإرساله لموفده الأمير بندر بن سلطان أمس الأول أحد مظاهرها البارزة- من شأنه أن يرسل الرسالة واضحة إلى القتلة المجرمين بأن الرياض وباريس باعتبارهما إحدى أبرز عواصم القرار الإقليمي والدولي المؤثرين تدعمان بكل القوة لبنان وحكومته وشعبه بنفس القدر الذي تدعمان فيه قرارات الشرعية الدولية حول تطورات قضيته بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي حول المصادقة على إنشاء المحكمة الدولية الذي صدر في أعقاب تلك الجريمة النكراء.