كبش فداء
التاريخ
3-9-2006التاريخ الهجرى
14270810المؤلف
الخلاصة
شيء من كبش فداء محمد بن عبداللطيف آل الشيخ الحقيقة التي نراها بأعيننا أن أهم المستشفيات وأكثرها تطوراً في المملكة، هي تلك التي لا علاقة لها بوزارة الصحة مستشفى الملك فيصل التخصصي، والمستشفى العسكري، ومستشفى الحرس الوطني أنشئت ومن ثم (أديرت)، ونجحت، خارج نطاق الوزارة، هذه حقيقة لا يمكن القفز عليها وتجاوزها بحال من الأحوال. وقبل أيام تناقل الناس شائعة مفادها أن وزير الصحة كف يد أحد وكلاء وزارة الصحة بعد لقاء أجراه الوكيل مع إحدى الصحف، تحدث فيه عن المشاكل والعقبات التي تواجهها الوزارة وسبب القصور الواضح في تقديم هذه الخدمات التي تمس إنسان هذا الوطن في أغلى ما يملك والتي هي (صحته). مثل هذا التصرف من الوزير لا يمكن قبوله ولا تبريره.. وهو بكل المقاييس وبلغة الأطباء مثل أن تعالج مرض الشقيقة بالبندول أو أن تحاول أن تحجب الشمس بغربال بلغة الأدباء. فالأمر لا يحتمل إلا احتمالين: إما أن (الوكيل) في لقائه الصحفي قد ارتكب أخطاء، كأن كذب أو دلس مثلاً أو أنه قال الحقيقة والوزير (يتعمد) إخفاءها خشية من كشف عدم قدرته على الارتقاء بالخدمات الطبية، والتي هي بكل المقاييس خدمات (قاصرة) خاصة إذا ما قارنا (مستشفيات) وزارة الصحة بمستشفيات القطاعات الأخرى في المملكة وبالتالي فإما أن الوكيل قد (دلس) لذلك يجب أن يعاقب؛ لأنه حاول أن يستغل وسائل الإعلام لتضليلنا والانتصار لنفسه أو أنه قال الحقيقة، والوزير لا يريد كشفها، وفي هذه الحالة يجب أن يساءل الوزير ذاته لإصراره على (إخفاء) ما لا يجب إخفاؤه.. ولأن المواطن هو المعني أولاً وأخيراً بهذه الخدمات، فمن حقه أن يعرف السبب الذي جعل الوزير يكف يد الوكيل،.. ثم لماذا يصر (المتصارعون) في هذه الوزارة على إبقاء صراعاتهم سراً لا يعرف عنه أحد؟ لقد تعبنا - أيها السادة - من الحديث عن هذه الوزارة، ومن تدني خدماتها، ومن بيروقراطييها ومن (خصام) مراكز القوى الإدارية في داخلها ومن الأعذار التي نسمعها ولا نعرف حقيقتها هل السبب مالي أم هو إداري؟ أم أن ثمة (مرض) عضال (أوهنها) إلى درجة أصبحت مضرب المثل عندما نتحدث عن (عوائق) التنمية في بلدنا. عندك (واسطة) في التخصصي، أو في مستشفى الحرس، أو في العسكري؟ (تكفى) أرجوك افزع لي!.. أسئلة وتوسلات لا تكاد تفارق المجالس الخاصة أما تلك المستشفيات الخاصة فهي محرقة للمال، إضافة إلى استغلالها للإنسان (طمعاً) في تحقيق الربح والثراء دونما رقيب أو حسب وليس أدل على ذلك من تلك (الإعلانات) المخجلة التي تحاول أن تسوق (الوهم) لتسويق (مبيعاتها) وخدماتها والوزارة آخر من يعلم. وكما يقولون، أو كما يشاع، فإن ما تحدث به الوكيل لا يمثل إلا جزءا من الحقيقة، وربما هو الجزء الطافي من جبل الجليد فقط. ولعل أهم ما جاء في لقاء وكيل الوزارة وهو حسب مسمى وظيفته (وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير) قوله: (هناك مجموعات تعمل وتقرر وتخطط وهذه المجموعات أخذت الجمل بما حمل وجعلت وزارة الصحة كبش الفداء)!! انتهى. هذه أيها السادة عبارة بل وتهمة يجب ألا تمر ببساطة، أو بلا مبالاة؛ فالوزارة ليست ملكاً لأحد، ولا يمكن أن نقبل أن يتسلط أحد على (جملها) فيتحول (حمله) إلى (غنيمة) لهذا أو ذاك فضلاً عن أن نقبل أن تكون - كما قال الوكيل - (كبش فداء)! كل ما آمله أن أرى أحد المسؤولين في وزارة الصحة يخرج إلينا ويحدثنا عن حقيقة ما يدور في كواليس هذه الوزارة وسبب قصور خدماتها وفشلها الذريع في تأدية رسالتها التي أٌقيمت من أجلها.. فالأمر لا يحتمل (التطنيش) وأول من يأبى ذلك رجل يقف على قمة هرم إدارة هذه البلاد، هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
الرابط
كبش فداءالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
780897النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
12393الهيئات
المستشفى العسكري - السعوديةمستشفى الحرس الوطني - السعودية
مستشفى الملك فيصل التخصصي - السعودية
وزارة الصحة - السعودية
المؤلف
محمد بن عبداللطيف آل الشيختاريخ النشر
20060903الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية