الأمير عبدالله يوثق العلاقات السعودية - الفرنسية ثقافياً

Abstract

صدرت في العاصمة الفرنسية وثيقة دعم ثقافي بين المملكة ومعهد العالم العربي في باريس في اطار العلاقات الوثيقة بين المملكة وفرنسا، والتي جاءت ضمن إطار المشاورات والمباحثات المكثفة التي اجراها سمو ولي العهد مع المسئولين الفرنسيين حيث قدم سموه دعماَ للمعهد قدره مليون يورو امتداداً لأكثر من دعم قدمه سموه في السابق.وفيما يلي نص الوثيقة

وثيقة دعم ثقافي

سعادة السيد رئيس معهد العالم العربي

سعادة المدير العام لمعهد العالم العربي

الأخوات والأخوة القائمون على المعهد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعطي المملكة العربية السعودية أولوية كبيرة لأهمية وجدوى البعد الثقافي في العلاقات السعودية الفرنسية، والذي يؤسس لعمق خاص يدعم ويثري علاقات الشراكة التاريخية والاستراتيجية التي تربط بين المملكة والجمهورية الفرنسية، وكان سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قد حرص في سياق زيارته الرسمية للجمهورية الفرنسية على التأكيد على هذا البعد بالذات وفق قناعته بعراقة الإرث الحضاري لفرنسا والذي يتفاعل معه التراث العربي والإسلامي في تكاملية حضارية وإنسانية، ضاربة في جذور التاريخ، فكما وصف سمو ولي العهد لفخامة الرئيس شيراك أثناء مأدبة العشاء التي أقامها الأليزيه على شرف سموه بأن السعوديين وهم يزورون فرنسا يشعرون وكأنهم يزورون قطعة من التاريخ، لأن فرنسا دولة انطلقت منها رسالة حضارية للعالم المعاصر أجمع، ونوّه سموه في الكلمة التي ألقاها أمام فخامة الرئيس شيراك بالمناسبة كطبيعة الروابط التي تجمع بين البلدين والتي تعتز بها المملكة، وهي روابط ممتدة ومتشعبة وليست قاصرة على مجال واحد وإنما تشمل التعاون في مجالات عديدة من أبرزها التعاون الثقافي، كما أن سموه قد خصص جانباً من برنامجه الرسمي لزيارة متحف اللوفر العريق، وهي الزيارة التي صاحبه خلالها فخامة الرئيس شيراك ووقف معه على أهمية المكانة التي تُعطيها المؤسسات الثقافية الفرنسية للحضارة العربية والإسلامية.

وايماناً من سمو ولي العهد بأهمية الدور الحضاري الذي يلعبه معهد العالم العربي في باريس كهمزة وصل بين الثقافتين العربية الإسلامية والغربية وكصرح حضاري حرصت فرنسا على تشييده للتعريف بالحضارة العربية الإسلامية في أوروبا ومد جسور الحوار والتفاهم بين الضفتين وامتداداً لدعم سموه السابق للمعهد اهتم سموه اليوم بتقديم هبة شخصية بمبلغ مليون يورو للمساهمة والاسراع بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل مبنى المعهد بما في ذلك الجزء المخصص للمتحف الإسلامي بالمعهد ليتمكن من استيعاب أكبر قدر من المجموعات الأثرية التي تعيرها المتاحف العربية في إطار مشروع متحف المتاحف، والتي ستكون من بينها دون شك متاحف المملكة، وذلك تقديراً من سموه لأهمية رسالة معهد العالم العربي وما يمثله من نقطة تعريف بالحضارة العربية الإسلامية للجمهور الفرنسي الواسع، وحتى يتمكن المعهد من أداء دوره على أكمل وجه واستيعاب فعاليات أكبر.

وستقوم وزارة الثقافة والإعلام السعودية ومعهد العالم العربي بتنفيذ تقديم هذه الهبة لمعهد العالم العربي في إطار الزيارة الرسمية لسمو ولي العهد لفرنسا.

التوقيع:

معالي الوزير - إياد مدني

وزير الثقافة والإعلام السعودي

وسعادة السيد ايف غينا رئيس معهد العالم العربي.

وتلقى الأستاذ إياد مدني خطاب شكر وعرفان لسمو ولي العهد من مدير عام المعهد العربي في باريس هذا نصه:

سعادة السيد الوزير اياد مدني

وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية

معالي الوزير، باسم السيد رئيس معهد العالم العربي بباريس ايف غينا وباسمي الشخصي واسم مسؤولي وموظفي المعهد أرحب بكم أجمل وأكبر ترحيب وأنتم يا معالي الوزير في داركم وبين ذويكم.

وأود أن أعرب لكم نيابة عن السيد الرئيس ايفا غينا وباسمي وباسم كل أفراد عائلة المعهد عن خالص الشكر والعرفان على هذه الهبة الشخصية التي تكرم بها صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مما يدل على اهتمام سموه واهتمام المملكة العربية السعودية الموقرة على إحياء التراث العربي والإسلامي المجيد وانتهز هذه الفرصة يا معالي الوزير لأن أؤكد لكم بأننا جميعاً في هذا المعهد سنبذل أقصى الجهد لنكون على استحقاق بالثقة التي وضعتموها فينا حارصين كل الحرص على مؤازرتكم والتماس آرائكم وإرشاداتكم في كل ما يعود بالفائدة والفخر للتعريف بحضارتنا العربية الإسلامية العريقة وفي كل ما من شأنه عبر التعاون الثقافي السعودي الفرنسي، بل والعربي الأوروبي أن يعزز الروابط التاريخية التي تجمع العالم العربي وفرنسا.

وفقنا الله جميعاً لما فيه خير الأمة العربية وازدهار حضارتها.

المدير العام

مختار طالب بن ذياب