كلمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بمناسبة عيد الفطر المبارك

Abstract

ورد في التقرير: وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد؛ كلمة للمواطنين في المملكة ولجميع المسلمين في كل مكان، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لعام 1425 هـ. وفيما يلي نص الكلمة التي ألقائها عبر الإذاعة والتلفاز وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي: ( الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين . / أيها الإخوة المواطنون / أيها الإخوة المسلمون / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .. / من جوار بيت الله الحرام الذى جعله الله مثابة للناس وأمنا نحييكم أطيب تحية ونهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك شاكرين الله عز وجل الذى أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضى لنا الاسلام دينا ومن تمام النعمة أن يسر لنا صيام رمضان وأعاننا على قيامة وبلغنا عيد الفطر المبارك لتحصل لنا الفرحة الاولى فرحة يوم الفطر وتشرئب نفوسنا للفرحة الاخرى يوم لقائه جعلنا الله وإياكم من المقبولين أنه سميع مجيب . / أيها الإخوة المسلمون / ما كان أجدر بالمسلمين وهم في جميع أنحاء المعمورة قد عاشوا خلال شهر الصوم حياة متجانسة تتمثل بصيام نهار رمضان وإحياء ليله بالصلاة والذكر ويعيشون هذا اليوم فرحة الفطر أن يستشعروا المعاني السامية لهذه الوحدة التى جمعت بين المسلمين أيا كانوا وأينما كانوا فتتألف قلوبهم على التقوى وتتضافر جهودهم لاستحضار معاني الدين القيمة فى حياتهم والتحلى بها فتسموا بذلك نفوسهم وتتخلص من الشوائب والأدران وتبعد بهم عن مواطن الزلل والأهواء وتصفى نياتهم لله فيكونوا أخوة متحابين متكاتفين متعاونين على فعل الخير ليكونوا كما قال جل وعلا / كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله / أيها الإخوة المسلمون / أن ديننا دين رحمة وإحسان فالله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم هاديا وبشيرا وأرسله رحمة للعالمين قال تعالى / وما أرسلناك الا رحمة للعالمين / ومن مقتضيات التحلى بالرحمة والاتصاف بالإحسان التمسك بمكارم الاخلاق فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول / أنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق / ويقول / لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق / وقد وصف الله عز وجل المسلمين بأنهم يهدون الى الطيب من القول فقال عز وجل / وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد / وأمرهم بالحسنى فى القول فقال عز وجل / وقولوا للناس حسنا / وقوله تعالى / خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين / ومن تمام الرحمة معاملة الناس بالحسنى والبر بهم والقسط اليهم قال تعالى / لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين / ومتى استشعر المسلم هذه المعاني العظيمة واقتفى أثار سيد المرسلين فتحلى بأخلاق هذا الدين وتمسك بتعاليمه وأقام حدوده وامتثل أوامره وأجتنب نواهيه أصبح عضوا فاعلا فى أمته وعضوا نافعا فى المجتمع الانسانى وهذا يبعده عن أن يكون عنصرا سلبيا أو أن يكون سبب ايذاء وتدمير . / أيها الإخوة المسلمون / المسلم الحق أبعد ما يكون عن الإفساد في الأرض والسعي في الخراب لأنه يعلم حق العلم أن الله عز وجل نهى عن الفساد فى الارض والسعى فى الخراب وتوعد المفسدين بأشد العذاب وحرم الظلم على نفسه وجعله بين عبادة محرما ولئن ابتلينا بفئة ضل أفرادها الطريق المستقيم وحادوا عن جادة الصواب وانحرفوا عن تعاليم الدين فسعوا في الأرض فسادا وقتلوا الانفس وروعوا الامنين زاعمين أن ذلك من الدين وما هو من الدين ولكن الشيطان سول وأملى لهم . فقد أخذنا على أنفسنا عهدا أن نتعقب أفراد هذه الفئة أيا كانوا ونحكم فيهم شرع الله بلا هوادة ولا لين وذلك بعد أن أتحنا لهممهلة للرجوع عن غيهم سائلين الله عز وجل أن يهدى الضال ويرد المنحرف ويقضى على المفسد ويعيننا على القيام بواجبات هذا الدين على الوجه الذي يرضيه عنا أنه ولي المتقين / أيها الإخوة / كنا نتطلع أن يهل علينا هذا العيد وقضايا أمتنا الإسلامية على غير هذا الحال فعملية السلام في الشرق الأوسط تشهد انتكاسة سببها انتهاج الحكومة الإسرائيلية سياسات تتناقض مع أسس ومبادئ العملية السلمية التي ينبغي أن ترتكز الى تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وتنفيذ خارطة الطريق للوصول الى حل دائم وعادل وشامل وأننا نجدد دعوتنا لتكاتف جهود العالم أجمع لتحريك عملية السلام والمضى بها الى غايتها المنشودة من أجل تحقيق سلام عادل وشامل . / أيها الإخوة / أننا نشعر بأسى وقلق من تدهور الأوضاع الأمنية في بعض المناطق العراقية ونتوجه الى الشعب العراقى بكل فئاته من أجل رص الصفوف والعمل يدا واحدة لتكريس أمن وسلامة بلادهم والحفاظ على وحدتها الوطنية. / أيها الإخوة / فى هذه المناسبة المباركة نوصي أنفسنا وإخواننا المسلمين بالحرص على الالتزام بتعاليم الإسلام فى سائر التصرفات وأن نعيش فى هذا العالم مدركين لواجباتنا واعين لمسؤولياتنا وأن نبرز الصورة الحقيقة لهذا الدين العظيم دين الرحمة والتسامح والسلام الذى يأمر بحفظ النفس البشرية وينهى عن البغي والعدوان ويحث على عمارة الكون . / وفى الختام نكرر التهنئة بهذا العيد المبارك سائلين الله عز وجل أنيجعله عيدا سعيدا مكللا بسوابغ النعم وأن يجنب الأمة الإسلامية الشرور والفتن ويعيد هذا العيد عليها وهي مجتمعه على الخير تعيش فى وفاق ووئام في مجتمع دولي يسوده السلام ويعمه الاستقرار ويكتنفه العدل وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين). عيد الفطر المبارك لعام 1425 هـ.