استشراف للاستحقاقات الضاغطة بين المبادرة والاصلاح : جولة ولي العهد تطلق رؤية عربية لمستقبل المنطقة

Abstract

يتحدث الكاتب في هذا المقال عن جولة سمو ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز الى سوريا ومصر والمغرب، ويقول : بين المبادرة العربية للسلام واصلاح الوضع العربي فاصل زمني قصير كان مشحونا بالاستحقاقات الكبيرة على مختلف المستويات، وابرز هذه الاستحقاقات حرب العراق وتداعياتها التي لم تتوقف بعد، واعادة اطلاق العملية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين من خلال «خريطة الطريق» وهي عملية تتعثر في مراحلها الاولی، ففي المبادرة كما في الاصلاح كان للمملكة دور اساسي، وفي مواكبة العملية السلمية الجديدة تسعى المملكة بما تملكه من حضور فاعل وتأثير قوي في المحافل الدولية الى تأمين استمرار التوجه الى إقامة الدولة الفلسطينية في المواعيد التي حددتها الخريطة وبالصيغة التي يعتبرها الفلسطينيون ملائمة لانهاء الصراع، وذلك عبر اتصالات مباشرة مع صانعي القرار الدولي، وجولة سمو ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز الى سوريا ومصر والمغرب تندرج في إطار هذه المساعی التي تهيئ للقمة العربية المقبلة التي يفترض أن تكون قمة اصلاحية بمزيد من التلاقي والتضامن والتنسيق بين الأشقاء وسمو ولي العهد الذي اخذ على عاتقه تحفيز الجهود العربية من اجل تأمين قوة الدفع الكافية لمواجهة الاستحقاقات الضاغطة يجدد محاولاته الحثيثة لجمع الكلمة وصياغة موقف عربي موحد في مواكبة التطورات المرتقبة بصورة تسمح بصياغة رؤية عربية شاملة لمستقبل المنطقة، وابرز هذه التطورات الوضع العراقي الجديد بعد تشكيل المجلس الانتقالي في ظل مواجهات يومية مع القوات الأمريكية، ولا يغيب عن المشهد ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشكل جولة سمو ولي العهد، قبل رحلته المقبلة الى موسكو، محاولة جادة لاستنهاض الوضع العربي وتعيين مواقع الخلل في مسيرة العراق، كما المسيرة السلمية والتفاهم على طبيعة المعالجات اللازمة للمرحلة المقبلة، وهي انتقالية بكل معنى الكلمة، وتحمل من اسباب القلق اكثر مما تحمل من عوامل الاطمئنان، انها فرصة لمواجهة خريف الاستحقاقات الساخنة على وقع التحضير لصيغة سياسية جديدة في العراق، والتحضير لانجازات حقيقية فلسطينية تفتح الحوار امام سلام شامل اذا صفت النيات الامريكية.