اتفاق الرياض.. الحلم الخليجي

Abstract

مشهد تقبيل قادة دول مجلس التعاون الخليجي لرأس أخيهم الأكبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الاستثنائية التي عقدت مؤخرًا في الرياض، يعكس تقديرًا عميقًا لدوره في إعادة اللحمة الخليجية، من خلال إصراره الدؤوب على عودة الدفء إلى العلاقات الخليجية التي شابها توتر غير مسبوق منذ تأسيس المجلس مطلع الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي، وقد كان هذا المشهد المعبر عن العرفان لدور خادم الحرمين، هو لحظة وصفها المراقبون بالهامة جدًا، نظرًا لأن العلاقات الخليجية - الخليجية كانت مهددة في الصميم، مع عدم عقد الاجتماع الوزاري الذي كان سيمهد لقمة الدوحة المفترض أن تعقد الشهر المقبل، والتي شابت إمكانية عقدها شكوك، قبل أن تسهم حكمة خادم الحرمين الشريفين في تذليل الصعاب، وتجعل عقد القمة أمرًا مؤكدًا. مشاهد الود والمصالحة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية لقادة الخليج في الرياض، سبقها مجهود دبلوماسي جبار من أطراف خليجية عدة، كان لخادم الحرمين الشريفين نصيب الأسد منها، فقد كان الملك عبدالله يضع نصب عينيه خلال إيفاده كبار المسؤولين إلى الدوحة خلال السنوات الماضية، وآخرهم ابنه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله، الظروف الدقيقة جدًا التي تمر فيها المنطقة، منذ انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي نهاية العام 2010م، والذي جعل الدول العربية تخوض وما زالت معركة وجودية خطيرة، حيث ما زال تنظيم داعش الإرهابي يحافظ على غالبية الأراضي التي استولى عليها في ا لعراق وسوريا قريبًا من حدود الدول الخليجية، مشكلًا خطرًا على أمنها القومي، فيما الحوثيون ذراع إيران يستولون على مقاليد الحكم في اليمن التي لا ينفصل أمنها واستقرارها عن الأمن الخليجي. قراءة في البيان الختامي أشار البيان المشترك الصادر عن القمة إلى أن لقاء القادة في العاصمة السعودية توصل الى «اتفاق الرياض التكميلي الذي يصب في وحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها». وهي إشارة واضحة إلى الالتزام بمقررات قمة الرياض التي عقدت قبل عام في 23 نوفمبر 2013، والتي تعهدت خلالها الدوحة بمصالحة السعودية ومصر ومراجعة علاقته بالإخوان. وظهر اهتمام خادم الحرمين الشريفين الكبير بمصر ودورها المحوري في المنطقة العربية، وارتباطها العضوي بدول الخليج، عبر إصدار الديوان الملكي بيانًا بعد ثلاثة أيام من القمة، قال فيه بأن قادة الخليج حرصوا....