وعد الشمال… ذكريات وأمنيات

Abstract

حامد الوردة الشراري ونحن في الطائرة الخاصة المنطلقة من الرياض متجهة إلى أقصى نقطة في شمال غرب المملكة -محافظة طريف- بدعوة كريمة من وزارة البترول وشركة معادن لحضور توقيع العقود الإنشائية لمدينة «وعد الشمال»، تذكرت خبراً نُشر في صحيفة الجزيرة قبل أكثر من عشرين عاماً بأن الدكتور طارق الفارس أنجز بحثاً عن الفوسفات في شمال المملكة -قرية حزم الجلاميد: وهي قرية صغيرة نتوقف فيها للراحة والاستزادة بالوقود في ذهابنا وإيابنا من العاصمة- واخُتير بحثه كأفضل بحث من أبحاث تجاوز عددها المائة قدمت في مؤتمرعلمي في كندا، كنت في ذاك الوقت أدرس في السنة الأولى في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود، وقد انتابني الفضول لأبحث عن ذلك الرجل الذي حقق ذلك البحث العالمي حتى وجدته لأشبع فضولي في رؤيته، الذي بإنجازه -كما أتوقع- فتح الباب على مصراعيه لأبحاث علمية عميقة عن تلك المنطقة ومواردها الكامنة الأخرى وما تبعها حتى تحقق وعد مشاريع الخير «وعد الشمال». في تلك الرحلة خطرت على بالي بعض الأفكار أتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار، منها: 1- بجانب الخط الحديدي الحالي الذي يربط هذه المدينة بالخليج العربي، أقترح أن ينشأ خط حديدي آخر يربطها بالبحر الأحمر؛ لتكون منتجاتها قريبة لأسواق أوروبا وإفريقيا. 2- أن لا يكتفى بمعهد للتدريب الفني المرتبط بجامعة ميسوري الذي يوفر الأيدي الفنية ومركزاً للأبحاث، إنما تبادر جامعة الحدود بإنشاء كلية متخصصة في التعدين في هذه المدينة لتوفر المهندسين والباحثين الأكفاء وربطها بمدرسة كولورادو للتعدين. 3- ربط محافظة طريف بمحافظة طبرجل القريبة بطريق سريع لوجود الكثافة السكانية العالية التي غالبها شباب؛ لتكتمل منظومة الطرق بين مدن ومحافظات الشمال الرئيسة. 4- أهمية إلحاق تلك المدينة بالهيئة الملكية للجبيل وينبع بحكم تميزها الإداري، وليعزز التكامل بين المنتجات التعدينية والبتروكيماوية. اليوم، نقف شهوداً على وفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بوعده لأهل الشمال بالخير، نسأل الله أن يلبسه ثوب الصحة والعافية، إنه سميع مجيب.