الأهلي والشباب قوة وبأس.. للتتويج بأغلى كأس

Abstract

بعد 45 عامًا يتجدّد اللقاء بين الأهلي والشباب في افتتاح أحدث المنشآت الرياضية بالمملكة، وكأنّ القدر اختارهما للمناسبات الكبرى، كانت الأولى مع افتتاح ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض أول منشأة رياضية في المملكة برعاية الملك فيصل -يرحمه الله-، والثانية اليوم في افتتاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأحدث المنشآت الرياضية في المملكة - مدينة الملك عبدالله، وبين هذه وتلك مسافات، وقصص تروى عن الفريقين قبل النزول إلى أرض الملعب. قبل الملز وبعده المباراة الأولى بين الفريقين كانت عادية كأي مباراة لم يكن بين الفريقين خصومة، وتحديات، وإثارة، وفيها قدم الشباب الأداء المميز وكسب الأهلي الموقعة بهدف سليمان مطر الكبش، وتوّج باللقب، ورغم أن الشباب فاز على الأهلي في نهائي كأس الاتحاد عام 1989 إلا أن الأمور بقيت كما هي، أمّا مباراة اليوم فإنّها تأتي على خلفيات كثيرة بدأت منذ نحو 8 سنوات بعد فوز الشباب على الأهلي بنتيجة كبيرة في جدة، وما أعقب ذلك من استفزازات إعلامية، قبل أن يُخرج الأهلي الشباب من كأس الملك ويحرمه من اللعب آسيويًا باحتجاج على مشاركة لاعب موقوف هو عبدالعزيز السعران، وحصل الأهلي على الكأس وبطاقة السفر الآسيوية التي حرم منها الشباب فزاد من حدة المناوشات الإعلامية والشحن الجماهيري بين الناديين الكبيرين. للمشهد بقية حالة الاحتقان بين الناديين امتدت سحبها إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم حيث يتخذ نادي الشباب ورئيسه خالد البلطان موقفًا مضادًا من رئيس الاتحاد اللاعب الأهلاوي السابق أحمد عيد وبلغت الأمور بين الطرفين ذروتها الأسبوع الماضي بعد تصريحات البلطان التي فسرت من قبل الكثيرين على أنّها عنصرية، وأنه تجاوز حدود النقد باتهامات كثيرة لشخص عيد ولإدارته قابلته لجنة الانضباط بقرار قوي وسّع هو الآخر من رقعة الخلاف بين الطرفين بإيقاف البلطان عامًا كاملاً وتغريمه 300 ألف ريال، وعززت اللجنة مساء أمس الأوّل الثلاثاء القرار ببيان تفصيلي يوضّح عدم أحقّية البلطان في حضور النهائي مع فريقه والصعود والتشرُّف بالسلام على قائد المسيرة. مدرّبان وفكر الأهلي والشباب كان من أكثر الفرق دهشة للجماهير بما قدماه هذا الموسم من أداء متواضع ولا سيما في بداية المشوار تحت إدارة أشهر مدربين في الساحة السعودية والخليجية ومن الأبرز على الساحة الأوروبية أيضًا هما البلجيكي برودوم الذي أقصى في منتصف المشوار مع وصول حال الفريق إلى الدرجات الدنيا، والبرتغالي فيتور بيريرا الذي صبر عليه الأهلاويون كثيرًا وضحّوا من أجل بقائه ببطولتين محليتين هما الدوري وكأس ولي العهد لكن لمسات المدرب بدأت تظهر على الفريق حاليًا وأصبح ذا شخصية فنية في الملاعب، فيما نجح التونسي عمار السويح في إعادة التوازن للفريق الشبابي الذي حقق معه أفضل النتائج بإقصائه النصر والهلال معًا وصعد به إلى المرحلة الثانية من دوري الأبطال الآسيوي، وكلا المدربين يريدان أن يكتبا في تاريخهما صفحة من ذهب خلال هذه المباراة. قوى فاعلة الفريقان الشبابي والأهلاوي يقدمان حاليًا كرة جميلة، معتمدين على الأداء الجماعي والحلول الفردية في المواجهات التي يخوضانها لأنّهما يملكان عناصر فاعلة لديها المهارة الفردية ولعل أبرزهم تيسير الجاسم، لويس ليال، موسورو في الفريق الأخضر، وفي الشباب هناك أحمد عطيف، رافينها، حسن معاذ، ويعتمد الفريقان على ظهيري الجنب في الحسم ولا سيّما حسن معاذ في الشباب ومنصور الحربي في الأهلي. طريقة اللعب تعتبر خطوط الوسط هي القوة الضاربة في الفريقين لاحتوائهما على أفضل العناصر وبالتالي فإنّ بيد لاعبي هذه الخطوط بقيادة تيسير الجاسم، مصطفى بصاص، موسورو في الأهلي، وأحمد عطيف، رافنيها، عمر الغامدي، فرناندو في الشباب مفاتيح الحل والربط وعليهم يعتمد المدربون في خططهم الفنية لحسم المباريات والتي تقوم على طريقة 4،2،3،1 بالنسبة للأهلي، و4،3،2،1 بالنسبة للشباب الذي يلعب بثلاثة محاور لتوفير حماية دفاعية أكثر وتفريغ رافينها للمساندة الهجومية كلية مع تقدم عطيف من العمق ومعاذ من الطرف الأيمن، وسيشكل رافنيها خطرًا على المرمى الأهلاوي بسبب ضعف الظهير الأهلاوي، في حين يلعب الأهلي بمحورين مع الضغط على الفريق المقابل بثلاثة لاعبين في الوسط هم الجاسم من الطرف الأيمن، موسورو من الطرف الأيسر وبصاص من العمق خلف ليال الذي يعتمد عليه الأهلي في الكرات الثابتة مثل حسن معاذ في الشباب.