كلمة خادم الحرمين في العيد وواجب الجميع

Abstract

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقد كانت كلمته الضافية التي وجهها للشعب السعودي وعموم الأمة بمناسبة عيد الفطر المبارك بمثابة وثيقة تاريخية تحمل جملة مضامين سامية تلامس شعور الأمة وتدعو للوحدة والتضامن في وجه الأعداء المتربصين بحياضها، خاصة في مثل هذه الظروف التي تمثل منعطفاً حرجاً يستهدف خلخلة كيانها والنيل من مسلماتها وصناعة الوهن في أجزائها، مستغلين هواة الغلو والتطرف لزعزعة أمن المسلمين ومستهدفين هذا الوطن العريق الذي ظل ولا يزال الحصن المنيع لسماحة الدين والاعتدال الوسطي، فقد نبه -حفظه الله- شباب الوطن إلى ما يرام ضدهم وضد أمتهم ووطنهم من استهداف غاشم يستغل فيهم الحماسة للدين ويوظف لتلك الشعارات المغلوطة والتحزبات التي ما أنزل الله بها من سلطان متدثرين بعباءة الدين الذي هو براء مما يصنعون ويطمعون. خادم الحرمين في كلمته الأبوية التي تلقاها العموم ليلة العيد، بعد أن من الله على الأمة قضاء الشهر الكريم بالصيام والقيام، كان حريصاً على التأكيد بأننا في هذا الوطن الغالي سنقف سداً منيعاً في وجه الطغيان والإرهاب الذي استهل ذلك الشهر بالعدوان على الوطن، ومحاولة التسلل للنيل من أمنه وطمأنينته كما حدث في منفذ الوديعة ومدينة شرورة، متجاهلين مكانة الوطن لدى عموم المسلمين وقوته التي يستمدها الجميع هنا من رفع راية الإسلام بعيداً عن الغلو والتطرف والدموية، ومتناسين ما توظفه هذه البلاد منذ نشأتها من مقدرات ضخمة ومستمرة لخدمة الحرمين وتوفير الأمن والراحة لضيوفهما في هذا الشهر الفضيل وغيره، مؤكداً -حفظه الله- على الوعي التام لتلك الأهداف الغاشمة والعمل على مواجهتها باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الوطن واستقرار شعبه الأبي وضيوفه، والمؤسف أن من بين تلك الفئة من هم من شباب هذا الوطن ممن استغلوا سلباً لمثل تلك المحاولات، والتي لن تنجح أبداً لما لهذا الشعب من حصانة وحصافة مردها الفهم العميق لمعنى الدين، وضرورة الأمن الذي يوفر لهم الرخاء والسعادة في كل أرجاء الوطن المترامي الأطراف، فلقد كانت ردود أبناء الوطن جلية غاضبة مستنكرة تروع في الأعداء همتهم المخذولة، وتحبط عزائمهم المشلولة ومحاولاتهم الاستعراضية الغاشمة المدفوعة بالهوى وعطف نصوص الدين لتبرير أهدافهم، ويبقى أن نقول نحن كشعب: إن كلمتك يا خادم الحرمين قد لامست شغاف القلوب، وبثت المزيد من الطمأنينة فيها، وهي بكل ما فيها من المعاني تعد وثيقة ضمن مشروعنا الوطني الكبير الذي يشارك فيه كل أبناء الوطن صغيرهم وكبيرهم، ويمثل سداً منيعاً في وجه الإرهاب الذي ابتلي به وطننا طويلاً ضمن مخططات ومحاولات لم تعد خافية على أحد، وهو ما يتطلب المزيد من الفهم الراسخ والحصانة من كل أفراد الشعب؛ لتبقى بلادنا آمنة مستقرة ينعم فيها الجميع بالخير ورفع شعائر الدين والوقوف مع كل المسلمين بالعطاء والدعم مهما حاول الغلاة رسم غير ذلك، وأخيراً، ونحن نتبادل التهاني بالعيد المبارك ونحمل هموم جراحات الأمة يجب أن يحضر بيننا الوعي والحرص كل في موقعه لدحر كل عدوان وفتنة، حفظ الله خادم الحرمين ووفقه لكل خير.