استثمارنا الأكبر

Abstract

يأتي اهتمام المملكة بالتعليم بكل أشكاله ومراحله ومستوياته باعتباره ركيزة مهمة في الانطلاقة التنموية لدولة العلم والإيمان التي أرسى دعائمها القائد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- وهو ما أمكن لمسه من خلال تخصيص نحو ربع ميزانية الدولة لهذا المرفق المهم على الدوام، وهي نسبة تفوق العديد من الدول المتقدمة بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، وأيضًا باعتباره ترجمة واقعية وعملية لما يؤمن به قائد المسيرة السعودية المباركة في مرحلة التطوير والنهوض الشامل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بأن التعليم ركيزة رئيسة للاستثمار والتنمية الشاملة التي يعتبر الإنسان محركها الأساس وهدفها الأكبر. لذا لم يكن من المستغرب أن يحتل تطوير التعليم أولوية كبرى في أجندته -رعاه الله- منذ تقلده مسؤولية القيادة في هذا البلد الأمين، وذلك من خلال مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام الذي حقق الكثير من الإنجازات ضمن الإستراتيجية العامة لتطوير التعليم خلال السنوات الماضية، والمنتظر أن يحقق قفزات كبيرة بإذن الله خلال فترة زمنية قياسية وفقًا للمؤشرات الدولية بصدور الموافقة السامية أمس الأول على برنامج العمل التنفيذي لدعم تحقيق أهداف المشروع ودعمه بـ80 مليار ريال على مدى الخمس سنوات المقبلة بهدف زيادة وتيرة التطوير وتسريع تنفيذ برامجه. هذا الدعم السخي والعطاء الجميل من شأنه أن يحقق قفزة نوعية في مستوى جودة التعليم شاملًا المعلمين والطلاب والمناهج وحل مشكلة المباني ترميمًا وصيانة وتأهيلًا وتعزيزًا لمتطلبات السلامة، وإنشاء مدارس متخصصة وأندية مدرسية، وذلك إلى جانب الاهتمام برياض الأطفال. صدور هذا الأمر السامي عشية حفل تسليم جائزة جدة للمعلم المتميز على شرف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة والقيادات التربوية والمعلمين والمعلمات وعوائل الطلاب المشاركين في مسابقة ""كلنا نقدرك"" يؤكد على أن التعليم لا يشكل فقط أولوية للقيادة، وإنما أيضًا للمواطن باعتبار هذا المرفق الحيوي المهم جسرًا للعبور إلى المستقبل الواعد الذي يليق ببلد الحرمين الشريفين من خلال العناية بالعملية التربوية بكافة أضلاعها: المدرسة والمعلم والطالب والمنهج، ومن خلال الإصرار على التفوق والتميز حتى يكون التعليم شعلة تضيء مسيرتنا التنموية وحافزًا لبلوغ تطلعات القيادة وآمال الوطن وطموحات المواطن.