حكمة القائد وقيادة الحكمة

Abstract

في المآزق التي تعصف بالناس تبرز حكمة من يقدر على التعامل معها ويقف حصنًا حصينًا وسدًا منيعًا لمنع اندثار الاثار السلبية إلى آفاق أبعد والتقليل من الأضرار التي يمكن أن تنشأ وتصل لأبعاد أخرى. إنه الموقف الذي سجّله التأريخ ودوّنه المدوّنون والكتّاب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله صاحب الحكمة والعقل والقيادة والرئاسة والزعامة. فالتاريخ أكبر شاهد وأول معترف بإنجازات القائد الكبير حيث خلّص الخليج وأهله من توترات ومشكلات عديدة، فأعاد الإخوة إلى التآخي وأبناء العمومة إلى المحبة والألفة. خادم الحرمين الشريفين مدرسة ومنهج يمكن تعلّمه وتعليمه للأجيال القادمة فكم من موقف تحدّث بصعوبته المحلّلون وتخوّف من عواقبه المجتمع لكن القائد بحكمته وسياسته ينتقل بالسفينة الخليجية من بين تلاطم الأمواج ووحل السواحل الموبوءة إلى برّ الأمان والسعي في طريق الهدوء والوضوح والسهولة بدل الغموض والظلام والوعورة. ذلك القائد الذي ينظر إلى الحياة بإيجابية عالية وينبذ كل نظرات التشاؤم والغضب، يضحك في لحظة التوتر ويتحدث بلهجة التفاؤل والنظرة البيضاوية فيرى المعالم بنظرته الثاقبة وليس كما ينظر لها الكثير من الناس وأصحاب الأقلام. حكمة في القيادة وقيادة للحكمة فلا يكون لتوتر المواضيع صعوبة لديه فهو يملك سلاح القوة الفكرية والعقلية والعلمية وهذه أقوى الأسلحة التي تدير العوالم على الإطلاق فيحيل كل موضوع لمبادئه ونظراته الثاقبة ويخرج العالم من المآزق والمتاعب التي بأفكارهم ظنوا أنها كوارث الحياة التي ستقضي على الكثير من أنماطها. وما ذلك المقام لخادم الحرمين الشريفين إلا بفضل الله تعالى ونعمته على الوطن وعلى القائد وعلينا شعب المملكة ثم بفضل تمسك خادم الحرمين الشريفين بالقرآن والسنة وقيام هذه الدولة على التوحيد الخالص واتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ونتذكر في هذا المقام كلمة كررها خادم الحرمين الشريفين مفادها أن القرآن دستور له ولحكومته وشعبه وأنه يستقي الفكر والعلم من القرآن الكريم والسنة المطهرة. ولا غرابة في أن ينجح القائد بهذا الدستور بل ولا عجب أن يكون مقامه الأكثر تأثيراً على سطح الأرض وأن يقود العالم أجمع. عبدالرزاق سليمان - المدينة المنورة