حقائق في خطاب خادم الحرمين للأمة
التاريخ
2014-08-04التاريخ الهجرى
14351008المؤلف
الخلاصة
اتسم خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأمتيه العربية والإسلامية بتوازن مسؤول وشجاع كشف عن عمق أخلاقي وإنساني في فكره السياسي الذي ظل يخدم الأمة قاطبة، إحقاقا لحق وتعزيزا لمبدأ وقيمة، ولذلك فإن خطابه الذي وجهه لقادة وعلماء الأمة الإسلامية ودعوتهم لأداء واجبهم تجاه الحق، وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب، وأن يقولوا كلمة الحق، وألا يخشوا في الحق لومة لائم، هو خطاب يؤكد حزمة من الحقائق الجوهرية حول مجريات الأحداث ومتغيرات الزمان وتداعيات الأحداث. أول تلك الحقائق أن هناك تراجعا في بيان حقيقة الإسلام وحماية الدين من اختراقات الأفكار العدائية والإرهابية، وذلك أمر يحتاج أن تتولاه النخبة من العلماء والفقهاء الذين أوتوا حظا من الحكمة والرشد وسعة الأفق العلمي والفقهي لمواجهته دون خوف أو أن يخشوا في الحق لومة لائم، وثانيها أن الإسلام تعرض لتشوهات كبيرة دمغته بالإرهاب وانتهت به نهايات لا تليق بسماحته وسلامه وأمنه وعدله ورفقه وغير ذلك من القيم الإنسانية الرفيعة التي تعكس حقيقة هذا الدين وبعده عما يرتكبه بعض أتباعه. ثالث تلك الحقائق أن المرحلة المعاصرة في مسيرة الأمة تعتبر من المراحل التاريخية الحرجة، ويؤسف أن بعض أفراد الأمة أصبحوا وسيلة ومصدر اختراق لتشويه الدين والعمل من أجل تفريق وتشتيت جماعته، وتمزيق الأمة، وذلك بوابة لكثير من الانهيارات التي تتطلب المراجعة والوقوف لالتماس مواطن الخلل، وتخليص الإسلام من هؤلاء الذين لا يرتبطون بالإسلام إلا اسما ويبتعدون عن الاعتصام بحبل الله المتين إلا في أوهامهم وضلالاتهم التي جلبت للأمة أسوأ الفتن والتفرقة. وذلك الخطاب الرشيد يأتي عطفا على الأحداث التي تجري في أرض فلسطين المحتلة، والتي تعتبر جزءا أو نموذجا من مظاهر الخلل في الأمة وتفرق كلمتها، ولذلك أشار خادم الحرمين الشريفين إليها بلغة واضحة توضح حجم الدمار الذي يلحق بالأمة نتيجة للتفرقة، حيث «نرى دماء أشقائنا في فلسطين تسفك في مجازر جماعية، لم تستثن أحدا، وجرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي، حتى أصبح للإرهاب أشكال مختلفة، سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول وهي الأخطر بإمكانياتها ونواياها ومكائدها، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان» وبالتالي ليس أمام الأمة من ضامن وحام لأمنها وسلامها إلا الاستعصام بحبل الله المتين، ونبذ العدائيين الذين أورثونا فكرة سلبية قاتمة عن ديننا وحقيقته السمحة. وحين نستكمل رؤية خادم الحرمين الشريفين نرى أن ذلك هو المخرج الحقيقي لنا ونحن نرى تجاهل وصمت المجتمع الدولي للمجازر التي ترتكب بحق أشقائنا الفلسطينيين، وذلك في قوله «هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقبا ما يحدث في المنطقة بأسرها، غير مكترث بما يجري، وكأنما ما يحدث أمر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له أي تبرير، غير مدركين أن ذلك سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضا السلام، ومؤمنا بصراع الحضارات لا بحوارها» وهو في الحقيقة ذات المجتمع الدولي الذي بارك «دعوة المملكة منذ عشر سنوات في مؤتمر الرياض إلى إنشاء (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)، وقد حظي المقترح بتأييد العالم أجمع في حينه، وذلك بهدف التنسيق الأمثل بين الدول، لكننا أصبنا بخيبة أمل -بعد ذلك- بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي مع هذه الفكرة»، وكانت النتيجة مزيدا من الإرهاب والعنف، وبالتالي ليس من أمل إلا بعودة الجميع إلى المقترح السعودي وتحييد الإرهابيين، جماعات ودولا، وعزلهم وتجريدهم من أي أدوات تمتعهم بالقتل والدمار، وتهديد الإنسانية بجرائم بشعة كتلك التي تحدث في غزة وغيرها، لأنه ليس هناك حتى الآن توافق دولي على تعريف الإرهاب وماهية الإرهاب ما يجعل دولا تمارسه دون عواقب كما هو حادث الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة. محمد السماعيل
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
875776النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
408الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطينالهيئات
المركز الدولي لمكافحة الارهابالمؤلف
محمد السماعيلتاريخ النشر
20140804الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين