تجربة أرامكو السعودية والدروس المستفادة

Abstract

أحمد دحمان من الصعب أن يتجاوز الكاتب الحديث عن احتفال أرامكو السعودية بمرور 75 سنة، وقد فكرت كثيرا عن الإضافة التي يمكن أن أضيفها مع كثرة ما كتب وما نشر من قبل الشركة ومن قبل كتاب الرأي والصحافة داخل و خارج المملكة. وسأحاول في هذه المقالة عرض بعض الأفكار حول الدروس المستفادة من تجربة أرامكو السعودية على مدى الـ 75 سنة الماضية والتلميح إلى نقاط محددة واستراتيجية جاءت في سياق ما أشار إليه المتحدثون في الاحتفال الكبير الذي إقامته الشركة يوم الثلاثاء الماضي. أثناء خطاب خادم الحرمين الشريفين في حفل أرامكو بمضي 75 سنة على تأسيسها تذكرت القانون الاجتماعي الذي ذكره المفكر الاجتماعي الفرنسي غوستاف لوبون من أن «الأموات وحدهم هم من يصنع المجد للأجيال لا الأحياء» لأن الأعمال الكبيرة والقوية والمؤثرة تحتاج إلى وقت لاستصلاح تربيتها والعناية بها وقد لا ترى آثارها ونحن أحياء ولكنه حتما سيقطف الأبناء والأحفاد ثمراتها إن لم نقطف ثمارها بأنفسنا. وما نقطفه اليوم وباحتفال أرامكو السعودية بمرور 75سنة هو من ثمار التوقيع على اتفاقية الزيت، وهذا ما لخصه خادم الحرمين الشريفين حينما قال «فلك يا صانع الوحدة ( بعد الله) والسعي إلى حلم الطاقة لنظرتك الثاقبة لك يا موحد النفوس ويا صانع الدولة ويا والد الشعب الأبي لك يا عبد العزيز ولرجالك أعظم شكر وأنبل عرفان وأكرم ذكرى». فتوقيع هذه الإتفاقية يعتبر من اكبر التحولات الاستراتيجية في العصر الحديث وذلك لأثره المحلي والاقليمي والدولي حيث جاء متزامنا مع توحيد المملكة ومع نمو الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية للنفط ليصبح الدم الذي يغذي شرايين العالم. ونظرة تحليلية وفاحصة على الدول التي أعطت حق الامتياز لشركات من دول أخرى تجعلنا ندين لهذا الرجل حيث إن إعطاء حق الامتياز لهذه الشركات في بعض الدول لم يستثمر ويخطط له كما فعلت المملكة حيث إلتزم الجانبان بشروط عززت وطورت تدريجياً حتى تحولت هذه الشركة إلى شركة سعودية 100%. وفي تلك الفترة كان هناك تنافس شديد بين الشركات الكبرى الانجليزية والهولندية والفرنسية والأمريكية وغيرها لأخذ الامتياز للتنقيب عن البترول في منطقة الخليج، ولكن حدة الرؤية الاستراتيجية للملك عبد العزيز للوضع السياسي والاقتصادي العالمي وبداية تراجع نفوذ بريطانيا العظمى جعلته يستشعر بداية صعود أهمية الولايات المتحدة استراتيجياً واقتصادياً....