علاقات المناطق الرمادية
التاريخ
2006-09-02التاريخ الهجرى
14270809المؤلف
الخلاصة
علاقات المناطق الرمادية الشيخ محمد الصفار العلاقات في العالمين العربي والاسلامي رجراجة وهشة، خطوة للأمام وخطوتان للخلف، مجاملات تفرضها اللقاءات العفوية، هكذا بالاحضان ضمات وقبلات على الخدين، لكن القلوب في عالم آخر، وأستغفر الله أن تنطبق علينا الآية الكريمة {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}. وسواء على الصعد الرسمية أم في العلاقات البينية داخل المجتمع الواحد تبقى الكلمات والمواقف المجملة والعامة هي الحاكمة وهي الخارطة المتوافق عليها لمجمل العلاقات السائدة، أما التفاصيل التي يختبئ الشيطان فيها عادة فهي المنطقة الحرة التي لا قانون فيها ولا توافق عليها، وبذلك تتحرك هذه التفاصيل بخضوع تام لقوة كل طرف وإمكاناته، وتقاطعه مع القوى الأخرى المؤثرة. هذه هي العلاقات في مشابهتها للقرارات الدولية التي تصدرعن مجلس الأمن كالقرار رقم (1701)، فهي علاقات تفرضها الضرورة ورفع العتب وإرضاء الضمير، وأحيانا المظهر العام (والبرستيج) الذي لا غنى عنه أمام الرأي العام، وأمام المخزون الديني الهائل الذي يدعو للتعاون وللأمة الواحدة {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}، وأمام العموميات الأخلاقية الفاضلة التي يتربى عليها أبناء المجتمع. والمفارقة هو أن تلك الأمور مجتمعة يمكن أيضا أن تشكل الخلفية القوية والمساندة لتلك العلاقات الهشة السائدة بيننا، فالخلفية الدينية فيها ما يحتاج الى مراجعة وإعادة تأمل، وعلى الأقل فيها ما يحتاج إلى نقد لطريقة الفهم السابقة وما أحاط بها من ظروف أثرت في نمط الفهم وفي طبيعة الأحكام والاستنتاجات، كما أن الناس الذين تشبّعوا بذلك المنطق المستنتج على تلك الخلفية من الفهم قد يعيقون بناء أية علاقات بينية سليمة ومنتظمة، أما العموميات الأخلاقية فهي عادة لا تتقدم على الخطاب الديني السائد بل تنطوي تحته وتعتبره القمة في التعامل الأخلاقي، وهذه طبيعة العلاقة الدينية السائدة والحاكمة على السلوكيات في مناطقنا. يبدو للبعض أن علاقات المجاملة والهشاشة أفضل كثيرا من علاقات النزاع والتحارب والتقاتل بين مكونات المجتمع، ووجهة النظر هذه صحيحة وسليمة وضرورية أحيانا، لكن هذا النحو من العلاقة يتعين أن يكون مؤقتا وأن يكون السعي والإصرار كبيرا من أجل علاقات سليمة ووثيقة وحقيقية، هذا ما تفرضه القيم الدينية إن أحسنّا قراءتها، وهذا ما يدفع إليه العقل وتحث عليه الأخلاق السليمة، إن بقاء العلاقات البينية....
الرابط
علاقات المناطق الرماديةالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
409404النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12132الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلاميالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
الهيئات
مجلس الامن الدوليالمؤلف
محمد الصفارتاريخ النشر
20060902الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
سنغافورة
الرياض - السعودية