الكتاب السعوديون الجدد

Abstract

الكتاب السعوديون الجدد فاضل العماني أنتم الكتاب السعوديون تكتبون في كل شيء, رغم أنني لا أجد بينكم من المتخصصين إلا النزر اليسير. نعم هناك عدد كبير جداً من كتاب الرياضة تكاد تمتلئ صفحاتكم الرياضية, بل وقد يتمدد أولئك الكتاب ليجتاحوا باقي الصفحات. لم أعد أستغرب مطلقاً حينما أجد أحد الكتاب السعوديين يتناول موضوعاً في سياسة التعليم في المملكة, ولكنه ـ أي نفس الكاتب ـ لا يجد غضاضة أيضاً في كتابة مقال آخر يرصد فيه الأسباب الحقيقية لانهيار سوق الأسهم السعودية والعالمية, وطبعاً مقاله الثالث سيتطرق إلى أنفلونزا الخنازير ومدى خطورتها على البشرية وطرق الوقاية منها. ما هذه القدرة العجيبة والموهبة الفذة التي يتمتع بها هذا الكاتب الشمولي في عصر التخصص والعلم والمعرفة! أيضاً دُهشت كثيراً حينما التقيت بعض الكتاب السعوديين المشهورين, وجدتهم في مقتبل العمر, بل إن بعضهم لم يصل بعد لنهاية عقده الثالث, وتلك مفارقة مثيرة لم أجد لها مثيلا في دول أخرى, فكتاب المقال والأعمدة عادة ما يكونون من أصحاب الخبرة والنضج والتجربة والممارسة الصحفية الطويلة, وتلك قدرات وطاقات تتطلب في الغالب كتاباً في عمر متقدم نسبياً يُتيح لهم طرح أفكارهم وآرائهم بشيء من الحكمة والعمق والموضوعية والوسطية والوضوح ليجد القارئ ضالته المنشودة في ثنايا تلك المقالات والكتابات التي تعتبر عصارة لفكر أولئك الأساتذة المتمرسين. السعودية بحاجة إلى كتاب يقرؤون أكثر مما يكتبون, لأن القراءة الكثيرة والمتنوعة هي زاد الكاتب الناجح والمؤثر وبدونها سيصبح أشبه بعامل البناء الذي يرص الطوب الوحدة تلو الأخرى, تماماً كما يفعل بعض الكتاب السعوديين فهم أشبه بعمال بناء ولكنهم يرصون الحروف والكلمات بدلاً من الطوب والحجارة, فتبدو الكلمات والجمل براقة وجميلة من أول وهلة, ولكنها في حقيقة الأمر خالية وغير مفيدة.ما سبق جزء بسيط من حديث طويل لأحد الكتاب العرب الكبار ذكره في أحد الصالونات الأدبية السعودية التي تنتشر على امتداد الوطن من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه.أنا لست بصدد تقييم تلك الانتقادات اللاذعة لنا نحن معشر الكتاب السعوديين, فقد نال صاحبنا ما نال جراء جرأته وصراحته ووقاحتهكما وصمه أحد المتداخلين, رغم أن ذلك المسكين ـ أي الكاتب العربي الكبير ـ أشاد كثيراً ببعض النماذج السعودية الرائعة من الكتاب والكاتبات, ولكنه أبدى قلقه من تفشي....