بداية تدعو إلى التفاؤل

Abstract

الأحد, 25 يناير 2009راي المدينةتحمل جولة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط في الإدارة الأمريكية الجديدة المزمع أن تبدأ غدًا أكثر من رسالة صادرة عن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، لا سيما وأنّها تأتي عقب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز لبحث سبل إحلال السلام في الشرق الأوسط، في ضوء تطورات الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرًا.الرسالة الأولى والأهم تؤكد على رغبة الرئيس أوباما في تعزيز وقف إطلاق النار في غزة، ومعالجة التحديات الإنسانية في القطاع عقب الحرب التي استغرقت ثلاثة أسابيع، وأودت بحياة ما يربو على 1300 من الضحايا، ثلثهم من الأطفال، وتدمير آلاف المنازل، وما ترتب على هذا الدمار من تشريد لجانب كبير من أهالي القطاع.الرسالة الثانية تضمنت إشارة إلى اعتماد إدارة أوباما على الدبلوماسية، والقوة الناعمة كإحدى الطرق الفاعلة في قيادة أمريكا للعالم، واستعادة ثقته، وكسب صداقته.ما يدعو إلى التفاؤل بإمكانية نجاح ميتشل في مهمته الأولى في المنطقة خلفيته السياسية كسناتور وزعيم سابق للأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، عُرف بنزاهته، وباعتباره أحد مهندسي صناعة السلام في إيرلندا الشمالية خلال إدارة الرئيس كلينتون إلى جانب تصريحه عقب تعيينه في منصبه الجديد كمبعوث في الشرق الأوسط، بإمكانية حل قضية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والتوصل إلى تسوية شاملة باعتبار هذه القضية عمرها ستون عامًا، فيما أن النزاع الذي أمكن حله في ايرلندا الشمالية استغرق 800 عام، وأيضًا إيمانه بأنه ليس هناك شيء اسمه نزاع لا يمكن إنهاؤه.ميتشل الذي لا يعتبر غريبًا على المنطقة كونه سبق وأن ترأس عام 2000 بعثة لتحديد عوامل الأزمة، وإطار الحل في الصراع العربي الإسرائيلي، فيما عُرف -حينذاك- بلجنة ميتشل حول الشرق الأوسط، يتأهب لمواجهة تحدٍّ جديد ضمن هذه المهمة الصعبة، التي لا تبدو مستحيلة على دبلوماسي مخضرم ومحنك، عُرف بنزاهته ومهارته التفاوضية. بيد أنه من غير الممكن تحقيق اختراق على هذا الصعيد دون إتمام المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية لأنه لا يمكن مساعدة الفلسطينيين بدون أن يساعدوا أنفسهم أولاً.