الاستثمار المعرفي بجامعة الملك سعود يحول الأفكار البحثية إلى منتجات تجارية وفرت مقومات نجاح إنشاء أول واحة علمية للتقنية بمدينة الرياض

Abstract

طرحت جامعة الملك سعود في الصحف مؤخراً إعلاناً للاستثمار المعرفي،أعلنت فيه عن أكثر من 40 فرصة استثمارية في منتجات تقنية جديدة، مثل جهاز التشخيص المبكر للسرطان،وجهاز ترشيد الكهرباء،وجهاز الضاغط الهيدروليكي للسوائل وغير ذلك من منتجات. قد يتساءل المرء عن دلالات هذا الإعلان.. قبل الحديث عن تلك الدلالات لابد من الإشارة إلى أن الاستثمار المعرفي أو الاستثمار ذا الأساس المعرفي، هو الاستثمار الذي يقوم على تحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية. أي أنه الاستثمار الذي يحول الاختراعات التقنية إلى إبداعات،ومنتجات جديدة تطرح في السوق من أجل تداولها والمتاجرة فيها،أي تحويلها من حيز الأفكار إلى قيم اقتصادية ومادية، وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه الاقتصاد المعرفي. يحمل هذا الإعلان الكثير من المدلولات: فهو يعني قبل كل شيء أن المملكة وجامعة الملك سعود قد بدأت بالدخول في مجال توليد المنتجات الإبداعية الجديدة وفي دورة حياتها،وهي بذلك تحذو حذو البلدان المتقدمة في نقل الاختراعات التقنية من الجامعات إلى الأسواق. كما يعني أن الجامعة بدأت في احتضان هذا النوع من المنتجات،وهي بذلك تخفض إلى الحد الأدنى مخاطر الاستثمار في هذه التقنيات،وتسهم في جهود الدولة رعاها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني في فتح الاستثمار في رأس المال الفكري من خلال تحويل الأفكار البحثية إلى منتجات تجارية تعزز من اقتصاد الوطن وتؤثر بشكل مباشر على استدامة رفاهية المواطن واستقرار الموارد الاقتصادية لدخل المملكة. يأتي هذا في الوقت الذي يعول فيه كثير من أبناء الوطن على جامعة الملك سعود لعكس الطفرة الكبيرة التي تعيشها البلاد إلى واقع علمي وعملي معاش بالنظر إلي ما تمتلكه من خبرات علمية متراكمة من خلال نخبة من أبرز العلماء المتميزين كل في مجال اختصاصه.. ساهموا بطريقة أو بأخرى في تحركها بين كبريات الجامعات العالمية الرائدة. نهضة الجامعة التطويرية لم تنحصر في التركيز على تعليم الطلاب أصول المعرفة فقط بل تعدتها للإسهام في تنمية كافة مقدرات الوطن والمواطن الاقتصادية والعلمية أو كل ما من شأنه أن ينعكس تطوراً وتقدما على البلاد، واتخذت الجامعة في سبيل ذلك عدة خطوات جادة وحاسمة تمثلت في العديد من المشروعات العملاقة التي تصب في هذا المنحى منها مشروع وادي الرياض للتقنية ومشروع حاضنة الرياض وذلك لاستثمار....