الملك عبدالله وإعادة إعمار غزة

Abstract

الدمار الهائل الذي أصاب مدينة غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية البشعة يتطلب جهودا عظيمة ومتفانية لإصلاح ما يمكن إصلاحه. تشكل هذه الجهود تحديات لا تقل في جسامتها وأهميتها عن معارك كبرى، وإن كانت تفوق المعارك الدموية إنسانية ونبلا، لأنها تهدف إلى إصلاح الخسائر والدمار الذي تخلفه تلك المعارك. الخسارة الكبرى في العدوان على غزة تتمثل في الـ 1300 شهيد الذين دفعوا حياتهم ثمنا لقضية عادلة هي قضية العرب والمسلمين الأولى، وماتوا ظلما وعدوانا. هؤلاء ليس لهم ثواب إلا الجنة، بإذن الله، مع الصديقين والشهداء والصالحين. ولا نملك إلا أن ندعو لهم بهذا الفوز العظيم ورضوان من الله عز وجل. خسارة هؤلاء الشهداء لا يمكن تعويضها وستخلف حزنا هائلا وجراحا لا تمحى في قلوب الأمهات الثكالى والآباء والإخوة والأقارب المفجوعين. ستبقى ذكرى هؤلاء الشهداء الغالية إكليلا على رؤوس أهاليهم الذين بذلوا بفقدانهم أعز ما يملكون وقدموا التضحية الكبرى. التحدي الأول أمام المجتمع الإنساني هو تقديم كل الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي والرعاية الممكنة لأسر شهداء غزة حتى تجتاز محنتها.الجانبان الإسعافي والصحي هما الجانبان الأكثر إلحاحا بين التحديات الأخرى. ما زال بعض الشهداء حتى يوم أمس، تحت الأنقاض حيث تم اكتشاف جثث ما يقرب من المائة شهيد. وما زالت جهود اكتشافهم وإخراجهم مستمرة. ويشمل هذان الجانبان علاج الـ5340 جريحا، جراح كثير من هؤلاء كبيرة نتج عنها إعاقات دائمة ندعو الله أن يتمكنوا من تحملها والتعايش معها، وتشكل تحديا طبيا وإنسانيا كبيرا لهم ولكل من اهتم بأمرهم. جهود الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وفنيين ومسعفين من أبناء غزة ومن القادمين من الخارج من كافة دول العالم كلها تستحق منا خالص التقدير والشكر والدعاء لهم بأن يجزيهم الله أحسن الجزاء. وكذلك جهود الإخلاء الطبي التي تمكن كثيرا من الحالات الحرجة والصعبة من تلقي العناية اللازمة في أفضل مستشفيات الدول الشقيقة والصديقة. جوانب الصحة العامة لتوفير ماء الشرب والغذاء النظيفين ومنع انتشار الأوبئة أيضا تتطلب العمل الفوري المنظم.توفير الملجأ لجميع من هدمت بيوتهم يمثل ضرورة مستعجلة تتطلب الكثير من الجهد.الدعم المالي يمثل جانبا مهما آخر. حيث أتت قمة الكويت الاقتصادية في الوقت المناسب لمناقشة هذا الجانب والالتزام بتوفير أكبر قدر ممكن من الدعم لإصلاح كل المرافق الحيوية التي هدمتها....