التعديل الوزاري : ملك لا يشبه سواه ورسائل في العمق
التاريخ
2009-02-20التاريخ الهجرى
14300225المؤلف
الخلاصة
هناك قادة يقفون أمام شعوبهم، وهناك قادة يقفون خلف شعوبهم، وآخرون يقفون فوق شعوبهم، فمن يقف أمام شعبه فكأنما يقول لهم: ما أريكم إلا ما أرى، ومن يقف خلف شعبه، فكأنما ليختبئ بهم حتى لا يُحرك ساكناً، وأما من يقف فوق شعبه فإنما ليمنع عنهم الماء والضوء والهواء. عبدالله بن عبدالعزيز زعيم مختلف لا يُشبه سواه، زعيم يقف بين شعبه، وفي صفوفهم، يلامس آمالهم وآلامهم، ويحاكي تطلعاتهم، يُمسك بسواعدهم ويُجلسهم أمامه، تختلط أنفاسه بأنفاسهم، من هنا كان لهذا التعديل الوزاري روحاًتستمد ذاتها مما في نفوس الناس، والذي يُحاول قراءة هذه التغييرات يستطيع أن يستنتج العديد من الرسائل شديدة الأهمية، لذلك من الظلم أن توصف بأنها جريئة وحسب، لأنها فوق ذلك تغييرات طموحة، ومتوثبة، وخلاقة. سأقول لكم كيف؟ فأن تحظى وزارة التربية بوزيرين أحدهما وزير أصيل، والآخر بدرجة نائب، إلى جانب نائبين: الدكتور السبتي القادم من برنامج رعاية المواهب، والأستاذة نورة الفايز القادمة بسجل ضخم من الكفاءة الإدارية.. فهذا يعني أن الملك يضع رهانه الأول على بناء الإنسان من خلال الوزارة التي تهتم بالتربية والتعليم، وهي رؤية لا جدال حولها لأنها رمّانة الميزان لأي عمل إصلاحي، بل يعني أنه يحفظه الله أراد أن يعمل في هذا القطاع من خلال فريق قيادي متكامل تتناغم خبراته ما بين الأمن الفكري ومنهج الحوار، وهو أحد مشاريعه، الى جانب العناية بتنمية الموهبة، وتحييد البيروقراطية الإدارية، ولن أتناول وصول الأستاذة الفايز كسيدة لموقع نائب الوزير لأول مرة لأنها مسألة مقروءة بوضوح جهة تشغيل نصف المجتمع الآخر، ووضعه على طريق المسؤولية. الجانب الآخر يتصل بهذا العدد من الكفاءات الشبابية المؤهلة التي دخلت قطاعات القضاة، وما تمثله من نقلة نوعية في تطوير أدائه وفق رؤية واضحة كفيلة بوضع تلك الآليات التي جرى اعتمادها سلفاً موضع التنفيذ. أما الرسالة الثاثة فهي رسالة أخلاقية بامتياز، وتتمثل بتوزير الدكتور الربيعة، والدكتور الخوجة، والأول وهو أحد رواد جراحة فصل التوائم على مستوى العالم، وقد استطاع بمهارته أن يُقدم وجهاً مضيئاً لوطنه، في حين قدم الثاني أنموذجاً مسؤولاً للسفير المثالي لبلاده من خلال تلك (الكيمياء الدبلوماسية) التي مارس بها عمله في لبنان مع كل مشاكله، ولأنها الرسالة التي جاءت لتثمّن الكفادة، فانها ستدفع من جانب آخر كل مسؤول لأن يبذل قصارى جهده للنجاح في عمله ليحظى بمثل هذه الثقة. لقد وضع (أبومتعب) بهذه التعديلات الوطن كل الوطن على طريق التحديث الحقيقي، ولم يبق إلا الدعاء بالتوفيق لهذه القيادات لتترجم تطلعات القائد ومواطنيه. انتهت المساحة ولم تنته الرسائل.. إلى اللقاء.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
416251النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14851الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودعبدالعزيز بن محيي الدين خوجة
عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة
الموضوعات
التنمية الاقتصاديةالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - التخطيط التربوي
السعودية. وزارة التربية والتعليم
المؤلف
فهد محمد السلمانتاريخ النشر
20090220الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية