جسر الجمرات الجديد والنقلة الحضارية !

Abstract

هذا الانجاز المعماري والحضاري والذي كان حُلما راود الجميع من مسؤولين ومواطنين وحجاج هاهو الآن يتحقق على أرض الواقع كشاهد عيان لمدى الاهتمام الذي يلقاه ضيوف بيت الله الحرام من حكومة خادم الحرمين الشريفين لأداء هذا النسك بهذه الكيفية ومدى الارتياح الذي انعكس على راحتهم في الوقت الذي كان فيه وحتى ما قبل موسم حج العام الماضي يُعد مشكلة مستعصية الحلول في ساعات الذروة التي يتكدس فيها جموع الحجاج لرمي الجمرات وما كان يُواكب هذا التجمع من الاقتتال والتدافع لجهل بعض الحجاج ونقص برامج التوعية من قبل المطوفين وبعثات الحج لكيفية أداء النسك بيسر وسهولة. وهو ما حرصت عليه جميع أجهزة الدولة في المملكة بغية شعور هؤلاء الحجاج بالارتياح التام والعودة سالمين غانمين إلى بلدانهم وليس النقاش هنا للخوض في جوانب تفصيلية وشرعية فهناك من هم أعلم بها منا من أصحاب الفضيلة العلماء الذين تعهدوا هذا النُسك بهذه الجوانب المضيئة والهامة في حياة أمتنا الإسلامية والتزمت بأخلاقيات هذا الدين القويم لاسيما هذه الوفود التي جاءت إلى هذه الديار المقدسة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام فكان لزاما على أجهزة الدولة أن تعمل جاهدة بصورة جماعية بما يحقق السلامة للجميع وهنا لابد من عملية الضبط والربط والإدلاء بالتعليمات والأنظمة التي تحد من الفوضى والعفوية التي غالبا ما تؤدي إلى بعض الأمور التي لا تحمد عُقباها لا سمح الله وقد تؤدي مثل هذا التزاحم للإضرار بالضعفاء وكبار السن وهم الأكثرية ممن قدموا من تلك الديار البعيدة لأداء هذه الفريضة التي طالما انتظروها بفارغ الصبر ليفدوا في ضيافة الرحمن ويستمتعوا بروحانية العبادة لله وحده وهذه الأجواء العامرة بالمحبة والتآخي في أكبر تجمع تشهده الأمة الإسلامية هذه الأيام في مكة المكرمة ولمن زار مسجد رسول الله بالمدينة المنورة ليهنأ الجميع بهذه الرعاية الكريمة في بلد شرفها الله بخدمة هذه البقاع الطاهرة وحماية مقدسات الإسلام ولن أتطرق لمنشآت وتكاليف هذا الجسر وهذه التحفة العُمرانية التي تتسع لهذه الحشود البشرية الكبيرة والذي يعتبر أبرز معالم العصر الحديث في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم يتوان حفظه الله في دعم كافة المشاريع التطويرية التي تشهدها الأماكن المقدسة لإيمانه بأسمى الأهداف التي تعزز مكانة الإسلام وأبناء أمته وبدورنا نتساءل عن دور الإعلام الخارجي بقنواته الفضائية المتعددة ووكالات أنبائه المختلفة ومندوبي الصحف العالمية الذين جاءوا لتغطية هذه المناسبة العظيمة في أيام الله وقد يكون لإعلامنا المحلي ما يُبرر تحفظه بحجة إننا لا نريد التحدث عن واجباتنا أو مانُقدمه نحو ضيوف الرحمن كما هو نهج قيادتنا إذ تُعد ذلك من أهم الواجبات وضمن أولوياتها ولكنه من المستحسن أن يطلع السواد الأعظم من أبناء الأمة الإسلامية عما لهم من مكانة في قلوب المواطنين في المملكة وبما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل تذليل جميع الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام وهي مكانة بلا شك سيحفظها التاريخ لهذه القيادة على مدى الأيام. Mu7mad@hotmail.com