تسابق فى أشرف ميدان
التاريخ
17-2-2006التاريخ الهجرى
14270118المؤلف
الخلاصة
تكرم الله بفضله على هذه الديار، فكانت مهبط الوحي ومهد الرسالة، فشهدت مشرق الإسلام وبزوغ فجره وانبعاث نوره، فاشرأبت أعناق الدنيا تنظر وتستمتع ما يرتل من قول الحق تبارك وتعالى منذ أن هبط الوحي بمكة المكرمة على معلم البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم يقول له {اقْرَأْ}، وتوالى نزول القرآن الكريم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}. ومن كرم الله على هذه البلاد أن يصبح دستورها القرآن منذ تأسيسها وأن يكون شرفها هو خدمة كتاب الله الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأصبح هذا الميدان هو ميدان التسابق والشرف بين مؤسسيها - رحمهم الله - وحقل التسابق بين كافة أبنائها الذين تربوا على منهج القرآن الكريم وعلى هدي خير المعلمين وسيد المرسلين، فجمعت هذه البلاد بين شرف الخدمة في هذا الميدان وشرف التسابق فيه، فتوالت فيه الجهود وتنوعت حقول العطاء. فهذه المدينة المنورة تزود دول العالم الإسلامي بنسخ من كتاب الله وترجمات لمعانيه، وهذه حلقات العلم تتدارس وتدرس تنزيل العزيز الحكيم، وهذه المعاهد والجامعات والمؤسسات المتخصصة تحاول جاهدة الكشف عن جوانب الإعجاز في كتاب الله بما يعمق الإيمان وينميه لدى المسلمين وبما يثبت للعلماء والمتخصصين في شتى أنحاء العالم أنه كلام رب العالمين {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}. وقبل ذلك وبعده فإنه لنعم الشرف أن يقوم رجال التربية والتعليم في مختلف مواقعهم ومؤسساتهم في هذه البلاد بالعمل على تربية الناشئة على السلوك القرآني وبما جاء في السنة المطهرة. وهل هناك تربية أسمى أو أجل من تلك التربية التي تجعل أسوتها وقدوتها معلم البشرية الذي كان خلقه القرآن؟ وفي هذا الإطار الإيماني وعلى دربه تأتي (مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية للطلاب والطالبات) لتضفي على جهود المملكة - أعزها الله - في هذا المجال ما يحمله التسابق من معانٍ تربوية عميقة الأثر، طيبة النتائج، واسعة المدى، فهي تخاطب الهمم لخدمة كتاب الله وسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتستنهض عقول الطلاب والطالبات ليكون لهم شرف التسابق في هذا الميدان الشريف، ولتؤكد للجميع أن نهج القرآن الكريم كان وسيظل بعون الله هو الدستور الأصيل، الذي تتشرف المملكة بالتمسك به قولاً وعملاً وتجعله ميداناً للتسابق والفوز والفلاح. فانعم بالمسابقة، وانعم بصاحبها - حفظه الله - الذي آل على نفسه وأكد منذ أول يوم تسلم فيه قيادة الوطن أن يكون دستوره القرآن، وهنيئاً لنا شرف الخدمة وهنيئاً لأبنائنا شرف التسابق. نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
418185النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12195المؤلف
سعيد بن محمد المليصتاريخ النشر
20060217الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية