إلى رحمة الله يا أمير الإنجاز ابا فيصل .. كيف نبكيك ؟!

Abstract

لم يكن صباح يوم السبت 5 مايو 2007 بالصباح العادي؛ فاستيقظت باكراً، ووجدت عدداً من اتصالات الزملاء على هاتفي الجوال؛ فحدثتني نفسي أنه لا بد أن هناك من أمر هام يخبرونني به؛ فاتصلت بأحدهم وكان صوته حزيناً للغاية، وأخبرني بالحدث المؤلم، وهو وفاة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز؛ فنزل الخبر كالصاعقة عليّ، وخصوصاً أنه أتى إلى جدة بعد رحلة علاج، واستقبله أهالي جدة بكل حبّ وبهجة. وكان الأمير عبدالمجيد بالرغم من مظاهر الإرهاق البادية على وجهه إلا أنه - يرحمه الله - كان مصراً على حضور الاحتفالات، والوقوف إلى جانب أهالي منطقة مكة المكرمة الذين كانوا مبتهجين وفرحين بعودة أميرهم الحبيب، لكن تحولت هذه الفرحة اليوم إلى دموع وحزن على فرقة أميرنا المحبوب صاحب الأيادي البيضاء والإسهام في عمل الخير ووساطته الدائمة لفعل الخيرات وإعتاق الرقاب. ولعل الشهور الأخيرة من حياة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - هي الأهدأ في تاريخ عمله الحكومي في ختام مشوار جاوز ربع قرن من الإنجاز المتواصل؛ فقد اعتاد المواطنون على النجاحات المتلاحقة والمشاريع الطموحة في العديد من الميادين للأمير الحبيب - يرحمه الله - إلا أن العارض الصحي الذي ألمّ به فرض عليه رحلة علاجية طويلة خارج المملكة، كان لها أثر في غيابه جزئياً عن عدد من المشاركات. ولعل موقف ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أبي متعب - عندما استقبل الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بالرياض عقب عودته من رحلته العلاجية في الولايات المتحدة الأمريكية كان أثره كبيراً ومؤثراً في نفس الأمير عبدالمجيد - يرحمه الله - ونفس محبيه، وعندما وصل إلى جدة مساء 17 فبراير - شباط الماضي، رحب به أهالي جدة باستقبال شعبي أصرّ على المشاركة فيه بما عرّضه إلى الإرهاق الذي يرجح أنه ساهم في تراجع حالته الصحية من جديد، بما قاد إلى نقله إلى المستشفى للمرة الأخيرة. وقد شهد عندما كان أميراً لمنطقة المدينة المنورة المرحلة الأولى لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - وهي التوسعة الكبرى التي شهدها الحرم النبوي الشريف، وتطوير المنطقة المحيطة به، وتحديث المساجد التاريخية في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان للأمير الراحل عدد من الإسهامات في تطوير المنطقة، ومن ذلك إنشاء جمعية الثقافة والفنون....