البعد الثالث للجامعة

Abstract

القافلة تسيرالبعد الثالث للجامعةعبد الله إبراهيم الكعيدعبد الله إبراهيم الكعيدالأرقام تمثل أساس علم الرياضيات ، والعلوم الفيزيائية ميدانها ظواهر الطبيعة المُختلفة جميعها تحمل خصائص شاملة تختلف عن العلوم الانسانيّة التي تتأثر بل ترصد العادات والتقاليد المُتغيرة ونمط حياة وسلوك الشعوب، ومن هُنا تفوق الغرب حينما ركّز في أولوياته التعليمية على العلوم الطبيعية بشكل أساس لكنه لم يتناس العلوم الانسانية التي تربط الشعوب وتقرأ حياتها بشكل علميّ ، أما في عالمنا العربي والمحلي فيُركّز التعليم وخاصة العالي على العلوم النظرية و تدريس الشريعة والتاريخ أكثر من أيّ شيء آخر مما جعلنا شعوباً مُستهلكة لا مُنتجة. وحينما قال قائد بلادنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطابه أثناء افتتاح جامعة (كاوست) في ثول وبالحرف الواحد لقد تعرضت الإنسانية لهجوم عنيف من المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية ويخشون الحوار ويسعون للهدم لا يمكننا أن نواجههم إلا إذا قمنا بالتعايش محل النزاع والمحبة محل الأحقاد والصداقة محل الصدام ولا شك أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع هي الخط الأول للدفاع ضد هؤلاء، اليوم ستنضم هذه الجامعة إلى زميلاتها في كل مكان من العالم دارا للحكمة ومنارا للتسامح وهذا هو المعنى الثالث للجامعة . لم يعِ البعض معنى أن يحلم ملك ابن ملك طوال أكثر من ربع قرن بإنشاء بقعة جغرافية صغيرة داخل حدود بلادنا تكون مصدراً ليس للعلم المُنتج فقط بل ستكون أحد المراكز العلمية التي تحتضن الجميع بحيث تقوم بكل أدوار التفاهمات والحوارات وامتزاج العقول مع الأرواح لتكون المُخرجات نقيّة خالية من الأدلجة ودسّ الشكوك والفبركات المُضحكة . لا أجد ما أقوله وأنا الراصد لكل ما قيل حول هذا الصرح العلمي الذي سيُخلّد اسم بلادنا غير طلب الوقوف بكل ما نملك كلّ حسب موقعه مع هذه الجامعة ودعمها ونشر رسالتها حتى يأتي اليوم الذي يعرف الجميع كيف أن حلم رجل عاش في صحراء جزيرة العرب وتنشّق عذوبة حُريتها فأتته الفرصة لتحقيق حلمه أصبح منارة علمية عالمية تتجه إليها مراكب البحث العلمي ويحج لها العلماء بحثاً عن بُعدٍ ثالث مزج العلم بالمحبة والتسامح بالتعايش رغم اختلاف العقائد وهنا تكمن عبقرية الفكرة.